اللاذقية/ سلاف العلي
المتقاعدون وجدوا أنفسهم مجبرين على الوقوف لساعات طويلة في طوابير الانتظار دون جدوى، ليكتشفوا في نهاية المطاف أن حساباتهم ما زالت خالية من الرواتب، وهم من الفئات الأكثر هشاشة من الناحية الاقتصادية والصحية، هذا التأخير المفاجئ دفع المتقاعدين والعاملين إلى التوجه بكثافة نحو الصرافات الآلية، أملاً في الحصول على أجورهم الشهرية واستلام المنحة النقدية المقررة، ما أدى إلى ازدحام شديد واختناقات أمام الصرافات القليلة العاملة في الساحل ، ان تكرا المشهد يوميا وبدون توضيح رسمي أو تحديد موعدا واضحا لصرف الأجور، يفسر سبب التأخير.
السيدة منال المتقاعدة من التعليم باللاذقية قالت: منذ الشهر الماضي والحالي ونحن نمر بأزمة حقيقية بالساحل السوري تتعلق بفئة كبيرة من المجتمع اصابتها الازمة، حيث لم يتم صرف المعاشات التقاعدية في موعدها المعتاد دون أي إعلان رسمي يوضح الأسباب، وهذا التأخر في التصريح لم يكن مجرد خلل إداري، بل كان سبباً مباشرا في مضاعفة الازدحام على الصرافات، إذ استمر المتقاعدون بالتوافد إليها يوميا على أمل أن يكون الراتب قد حول، مما زاد من حجم المعاناة النفسية والجسدية، ومن اكثر الإشكالات التي أثارت شجون واحزان المتقاعدين وأتعبتهم ، التأخر بصرف المعاشات ومن دون اي تصريح رسمي من الجهات المختصة، ولا من مؤسسة التأمينات الاجتماعية، والتي لم تصدر بيانا يوضح الأمر، لكن الأسبوع الماضي سمعنا أن المؤسسة قد أنهت تحويل مستحقات المنحة النقدية، وستباشر بتحويل الرواتب مطلع الأسبوع الحالي.
الاستاذ المتقاعد كنان من طرطوس قال: المتقاعدون الذين اضطروا للوقوف المتكرر في طوابير الانتظار تكبدوا العناء البدني والنفسي وتحملوا أيضاً أعباء مالية إضافية ، فقد اضطر كثيرون منهم للتنقل يومياً من وإلى أماكن تواجد الصرافات، وسط أزمة نقل خانقة وتكاليف مرتفعة في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة، ما جعلهم يستهلكون جزءا من مواردهم الشحيحة أصلا ، في أجور النقل ونتيجة لطول فترة التأخير التي تجاوزت 14 يوما منذ بداية الشهر، اضطر كثير من المتقاعدين إلى الاستدانة لتأمين احتياجاتهم الضرورية من غذاء ودواء وفواتير، وهو ما عمّق من أزماتهم المعيشية وأفقدهم شعور الأمان المالي الذي من المفترض أن يوفره لهم المعاش التقاعدي رغم ضعفه، لكن الازدحام حاليا يقي وزاد منذ بدء تحويل الرواتب في بداية الأسبوع وفق ما أعلنت مؤسسة التأمينات، وسيستمر ويتزايد حيث إن فئات أخرى من العاملين ينتظرون استلام أجورهم الشهرية والمنحة النقدية، في طرطوس واللاذقية مما يعني استمرار الطوابير الطويلة أمام الصرافات لعدة أيام أخرى.
السيدة امينة المدرسة المتقاعدة في جبلة اضلفت: إن ما جرى هذا الشهر من تأخر في صرف المعاشات دون توضيح رسمي، ثم تأخر الإعلان عن موعد التحويل، يعكس خللا في التواصل المؤسسي وعدم التقدير لمعاناة فئة المتقاعدين، الذين هم بأمس الحاجة للاستقرار والأمان في هذه المرحلة من حياتهم، كان من المهم جدا التقدير والاهتمام والمسؤولية العالية، فهذه الرواتب هي مصدر الحياة الأساسي للآلاف ممن خدموا الدولة والمجتمع لسنين طويلة ، فالذي حصل يدعو إلى مراجعة حقيقية لآليات الصرف والتواصل مع المواطنين، حمايةً لكرامتهم وحقوقهم.