دمشق/ مرجانة إسماعيل
تواجه مهنة النجارة في دمشق تهديداً حقيقياً بالاندثار، نتيجة ارتفاع الضرائب التي تفرضها الحكومة السورية، وتفاقم الأزمات في قطاع المحروقات والكهرباء.
ودفعت هذه التحديات العديد من الحرفيين إلى التوقف عن العمل، مما يهدد بإغلاق العديد من ورشات النجارة وتقليص عدد العاملين في هذا القطاع.
ويقول أصحاب مناشر مشكلات المهنة تتزايد بشكل مستمر، بدءاً من ركود السوق ومروراً بارتفاع أسعار الأخشاب، وصولاً إلى انقطاع الكهرباء لساعات طويلة.
وأشاروا أيضاً إلى وجود معوقات أخرى مثل النقص الحاد في بعض المواد الأساسية كألواح “الميلامين”، التي تُستخدم في صناعة الأثاث، بالإضافة إلى ارتفاع أجور النقل.
وقال بعضهم أن كلفة تفصيل خزانة تبدأ من 600 ألف ليرة سورية، بينما يتجاوز سعر تفصيل غرف النوم 5 ملايين ليرة، حسب نوع الخشب والجودة المطلوبة.
من جهته، أكد صاحب منشرة أخرى في حي المزة، أن تفصيل الأثاث أصبح شبه متوقف هذه الأيام، حيث يقتصر عمل النجارين على إجراء التصليحات البسيطة فقط.
وأشار إلى أن كلفة تفصيل غرفة نوم من خشب الزان تبدأ من 15 مليون ليرة، وقد تصل إلى 150 مليون ليرة، بينما تصل كلفة تفصيل الباب ذي النوعية الجيدة إلى 2.5 مليون ليرة، وذلك حسب المواد المستخدمة.
وقال مسؤولون إن الحرفيين يواجهون صعوبات كبيرة، أبرزها الكلفة الضريبية المرتفعة وغياب الرقابة على الأسعار في السوق، إذ أن معظم النجارين في مناطق المخالفات محرومون من الحصول على المازوت لتشغيل مولداتهم بسبب عدم منحهم الترخيص الإداري اللازم.
وتسعى جهات رسمية لتقديم الدعم للحرفيين، لكنها تواجه صعوبة في الحصول على قروض ميسرة بسبب الشروط القاسية.
ويبلغ عدد الحرفيين المنتسبين للجمعية في دمشق يبلغ نحو 1200 نجار، مؤكداً أهمية توفير الدعم اللازم لهم لضمان استمرار المهنة وتحفيز المزيد من الحرفيين على الانتساب.
يُشار إلى أن تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في سوريا، وتشديد السلطات على الصناعيين والحرفيين، أدى إلى اندثار العديد من المهن، خاصة التراثية منها، كما تسبب بهجرة قسم كبير من الحرفيين الخبراء إلى الخارج بحثاً عن فرص أفضل.