لكل السوريين

دشم على سطحه.. ونقاط حراسة محيطة به.. حراسة غير مسبوقة لمشفى السويداء

السويداء/ لطفي توفيق

للمرة الأولى منذ بداية الأحداث في سوريا، تحوّل مشفى السويداء الوطني إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، حيث تم نصب عدة دشم على سطحه، وتثبيت عناصر من كتيبة حفظ النظام فيها وحولها، وعلى مداخل المشفى، ونشر نقاط حراسة على الطرقات المحيطة به، والمؤدية إليه.

وقال مصدر من الأمن الداخلي إن تلك التعزيزات تهدف إلى حماية المشفى والكادر الطبي، ومنع دخول المسلحين إلى حرم المشفى.

وأشار المصدر إلى أن قوى الأمن الداخلي تعزز من تواجدها في المرافق الحكومية والخدمية، بناء على “تعليمات صارمة” لمواجهة أي اعتداء على المؤسسات الحكومية.

بينما أثار تواجد المظاهر العسكرية على سطح المشفى مخاوف كادره الطبي من إمكانية تحوله إلى ساحة صراع وتصفية حسابات.

وقال مصدر من المشفى “طلبنا منع دخول المسلحين إلى حرم المشفى، وليس تحويله إلى هدف لجماعات خارجة عن القانون والأخلاق، ولا نستبعد أن يصبح المشفى هدفاً لهم عند حصول أي حدث أمني”.

وكانت مستشفيات المحافظة قد شهدت عدة حوادث عنف واشتباكات وتعديات من قبل عصابات مسلحة اجتاحت ساحاتها، واعتدت على كوادرها.

تعديات متكررة

شهد مشفى السويداء الوطني الشهر الماضي، اشتباكات عنيفة بين مجموعة من أهالي بلدة مفعلة، وقوى الأمن، بدأت بوصول مصابين من البلدة إلى المشفى، وتبعهم مسلحون منها،  اشتبكوا مع عناصر الأمن، وتطور الاشتباك لإطلاق نار كثيف من قبل عناصر الأمن الذين اقتحموا قسم الإسعاف بالمشفى، واعتقلوا المصابين، وشابين أخرين من أبناء البلدة.

وقبل ذلك هاجمت مجموعة من المسلحين، مشفى مدينة صلخد جنوب السويداء، للحصول على أدوية تخدير لا تعطى دون وصفة طبية.

وبعد أن علموا بعدم وجود الدواء، اعتدوا على رئيس قسم التمريض، وحطموا قسم الإسعاف فيه، فقام الكادر الطبي في المشفى بتخريج المرضى، وتحويل الحالات الطبية الصعبة إلى المشفى الوطني بالسويداء، وغادر قسم منهم المشفى، وهدد كادره الطبي بالتوقف عن العمل، في حال تكرار الاعتداء ات عليهم.

وفي حادثة فريدة من نوعها، اقتحمت مجموعة مسلحة غرف العمليات في مشفى السويداء، بعد إسعاف مصابين من أفرادها بسبب تفجير على أحد الطرقات، وصوّب عناصرها السلاح إلى رؤوس الأطباء المسعفين، وهددوهم بالقتل إذا مات أحد المصابين، مما تسبب بحالة من الذهول لدى الطاقم الطبي في غرف العمليات، وبالقلق والارتباك والفوضى في المشفى.

يذكر أن الكوادر الطبية في مستشفيات المحافظة تعاني من تراخي الجهات الأمنية عن حمايتهم، ودخول أشخاص مسلحين وغير منضبطين إلى المستشفيات وتهديد الأطباء وإشهار السلاح بوجههم في بعض الأحيان، بحيث باتت هذه المؤسسات التي تقدم الخدمات الطبية والانسانية للجميع، هدفاً للعصابات المسلحة وللمنفلتين والخارجين عن القانون والأعراف.