لكل السوريين

يوم للتنوع الثقافي.. وللحوار

لطفي توفيق

يحتفل العام.. افتراضيا..

باليوم العالمي للتنوع الثقافي..

والحوار من أجل والتنمية..

وعلى ذمّة الراوي..

تهدف الاحتفالات بهذا اليوم

إلى تشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات..

على أسس الاحترام والتفاهم المتبادل.

وهذه مفاهيم… وتعابير..

لا ينقصها شيء من الطموح… والفائدة.

والسيد المبجّل كورونا سيعلّب المظاهر الشكلية للاحتفال هذا العام..

كما علّبها العام الذي سبقه..

وحبسها بين قضبان المكاتب الفخمة.

وعلى شاشات الفضائيات العالمية.

ولكن سادتنا المبجّلين..

علّبوا المضامين الجوهرية لهذا اليوم العالمي.. ودلالاته..

وحبسوها بين أغلفة الكتب الصفراء.

وفي أدراج المكاتب المريبة

وخزائن الأجهزة السرّية والعلنية..

وفي أرشيف جمارك الحدود

العام السابق..  والعام الذي سبقه..

والعام الأسبق..

والعام الأكثر سبقا….

وصولاً إلى عام الوقوف على الأطلال..

وعام اغتيال جسّاس لابن عمه الملك كليب

ومسلسل ثأر الزير لدم أخيه كليب من ابن عمه جسّاس.

ومروراً بالعام 2002، حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة

يوماً عالمياً للتنوع الثقافي ولحوار الحضارات.

فكيف لنا أن نستوعب أهمية التنوع الثقافي في إثراء حضارات الأمم والشعوب..

وبناء جسور التواصل بين أتباع الثقافات المختلفة..

ونحن ورثة ثقافة الخنجر…

كوسيلة لانتقال الصولجان من السَلف إلى الخَلف

الذي يمسح ..بفرمان.. ثقافة سابقه.

ويعيد.. بفرمان.. صياغة ثقافة مفصلة على مقاساته..

وملونة بلون أحداقه..

غنية ومتنوعة كتنوع حريمه.. ومكرماته.

وكيف لنا أن نفهم حوار الحضارات..

كحجر الزاوية في بناء تنوع ثقافي متناغم..

ونحن لم نتعلّم لغة الحوار فيما بيننا

إلّا على طريقة حوار الطرشان

وكيف لنا أن نقبل حوار الحضارات

كوسيلة لنشر قيم التسامح والتفاهم والاحترام المتبادل بين الأفراد..

وبين الأمم والشعوب..

ونحن مسكونون بذكريات حرب البسوس التي استمرت لأربعين عاماً…

بسبب ناقة.

وكيف لنا أن نعترف بأهمية التعددية الثقافية..

والتنوع الثقافي.. وقبول الآخر..

ونحن لا نقبل الآخر..

والآخر لا يقبلنا..

وسادتنا المبجّلون.. حوّلونا.. وحوّلوا الآخر..

لنماذج متشابهة إلى حد التطابق.

لا ملامح تميّزها..

ولا جدوي من محاولة تغييرها.

فسادتنا المبجّلون.. قادرون  إلغاء وجودنا.. ووجود الآخر..

بشطبة قلم سريعة على ورقة رمادية

فكل تنوع ثقافي… وكل حوار..

وأنتم بخير.