لكل السوريين

يوم دولي لإلغاء التمييز

لطفي توفيق

مرة أخرى..

لابد من شكر منظمة الأمم المتحدة بكل تفريعاتها..

وهيئاتها.. العاملة والنائمة.

فمازالت تعمل على تنشيط ذاكرتنا المسكونة بالوجع.

فحسب المنظمة العجوز..

احتفل العالم يوم أمس بيوم الانعدام التام للتمييز.

وهو يوم تحتفل به الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.

ويهدف للوقوف بوجه التمييز في جميع أنحاء العالم.

والعمل على تحقيق المساواة أمام القانون في جميع الدول..

وفي كل زمن.

وكانت البداية في اليوم الأول من شهر شباط عام 2014.

وخصص لمكافحة التمييز ضد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.

وضد إشعارهم بالنقص والدونية.

واعتبار الإصابة بهذا المرض وصمة عار.

وفي العام التالي..

استثمر الأميركيون الأرمن هذا اليوم..

للتذكير بضحايا الإبادة الجماعية على يد بني عثمان.

وتطور ليصبح هدفه تعزيز مساواة جميع الناس أمام القانون.

وفي هذا الشأن قال الأمين العام للأمم المتحدة..

إن التمييز هو انتهاك لحقوق الإنسان..

ويحق لكل شخص العيش باحترام وكرامة.

وقال في مناسبة أخرى..

عند الحديث عن أفظع جرائم البشرية..

علينا جميعا أن نشعر بالخجل لأن جميع هذه الفظائع تقع في عصرنا هذا.

أليس التمييز على أساس العرق أو الدين أو اللون أو الفقر….

من أفظع جرائم البشرية.

فهل شعرنا بالخجل لأن جريمة التمييز تقع في عصرنا هذا..

أم صار الخجل مجّرد مصطلح في القواميس النائمة على رفوف المكتبات المهملة.

وقبل ذلك بكثير..
جاء في وثيقة حقوق الإنسان التي اعتمدت عام 1948.

يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق.

وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء.

فلو تمكّن جميع الناس من فعل ذلك..

وتخلصّوا من تجّار الحروب والرق المعاصر والبغاء..

فلا حاجة ليوم عالمي لانعدام التمييز.

كانت البداية..

من مكافحة التمييز ضد المصابين بفيروس نقص المناعة.

ثم تطوّر ليصل إلى ما هو عليه الآن.

فكم سنة سننتظر حتى يتم تحديد يوم عالمي لفيروس كورونا.

وكم عقد سننتظر حتى يتطور.

ليصبح هدفه تعزيز مساواة جميع الناس أمام القانون.

وكم قرن سننتظر…

حتى تصبح مساواة جميع الناس أمام القانون بديهية..

كتنفس الهواء.