تقرير/ أ ـ ن
السيدة منال فارس لها تجربة نسائية إنسانية عظيمة، عملها في فن الكروشيه الذي بدأ في عمر مبكر، وهي ابنة 29 عاما من قرية اوبين بريف طرطوس، وخريجة كلية الفنون الجميلة، قسم الرسم والتصوير المرتبط بمعظم الفنون ومنها الكروشيه، والذي يعتمد على الصبر وإتقان دمج الألوان والممارسة، تعلمت الشابة أساسيات الغرز من والدتها بسن صغيرة، ثم انطلقت وطورت نفسها بالتدريب المستمر، تبتكر دوما الجديد في أعمالها، باعتمادها على نوع الخيط وجودته مثل الصوف والقطن والمكرميه والخيش وغيرها، ويختلف قياس الصنارة (الإبرة) تبعا لنوع الخيط والقطبة، وهناك العديد من قطب الكروشيه تبرز جمال الخيط وشكله.
توضح الشابة كيفية اعتمادها على نوعين رئيسيين من الغرز لتعزيز دقة ومتانة القطعة، وبرأيها يختلف سعر القطعة حسب الحجم والتفاصيل وسعر خامات الخيط المستخدم، كذلك ترتبط الأسعار مع إضافات أخرى خاصة بالتزيين باستعمال الخرز أو الأقمشة أو الإكسسوارات المعدنية وغيرها، ناهيك عن المجهود الشخصي لأنه عمل متعب ويحتاج للوقت، فاختيار الشيء الأنسب ومعرفة الافضل من بين كل هذه الاختيارات أمر يسهل تحديده مع الوقت والتجربة، بدون يأس من كثرة الاختيارات المتاحة، والتحلي بالصبر ولا عجلة النتائج، والاستمتاع بكل خطوة وبكل معلومة جديدة عدم المقارنة بما وصل إليه الأخرون ، فقد كان هنالك تخبط في البداية .
وتأمل بزيادة الوعي اتجاه العمل اليدوي التراثي وتقدير مجهود العامل به، وتغيير قناعة أن العمل اليدوي أرخص بالسعر من الآلي، وهي الفكرة الشائعة للأسف، وهناك أسبابا أخرى تؤثر على الطلب كغلاء المعيشة حاليا، وبعض الأشخاص الذين ينتجون قطعة سيئة ويخدعون الزبون، بالتالي فقدان المصداقية، ما يترك ردة فعل سيئة تجاه العمل اليدوي.
انه صناعة المنسوجات باستخدام سنارة خاصة لحياكة خيوط الغزل أو الصوف، تصدرت صناعة الكروشيه منذ القرن التاسع عشر قائمة الصناعات النسوية التي ساهمت في دعم المجتمعات المتضررة من الحروب أو تلف المحاصيل الزراعية، وأصبحت وسيلة إضافية لكسب الرزق، وفي سورية نتيجة الظروف الاقتصادية القاسية، تحولت حياكة الكروشيه إلى باب رزق مؤازر لكثير من الفتيات والنساء، ناهيك عن جمال شكل الكروشيه في استعمالاته المنزلية المتعددة.
بحكم انتشاره الواسع وكونه من أقدم الفنون اليدوية ظهورا، لن يبدو الأمر غريبً إذا علمت أن الكروشيه فن متعدد الأنواع وهذا يقودنا إلى ذكر بعض أنواعه الشهيرة وأبرز ما يميز كل نوع:
التونسي: المميز في هذا النوع أن الإبرة أطول، كما أن الغرزة واتجاهها تكونان أشبه بتلك التي تنتج عن استخدام إبرتين، يذكر أنه يجمع بطريقة ما بين الكروشيه والتريكو معا
البافاري: نوع آخر من الكروشيه، تتم فيه الحياكة على شكل صفوف من الدوائر. يكون شكل المُنتج النهائي مربعًا، كما تتداخل فيه الألوان مع بعضها البعض.
البوسني: من أشكال الكروشيه ذات الصفوف القصيرة، وتستخدم فيه الغرزة المنزلقة.
الفيليه: يعتمد على تشبيك المربعات؛ فيكون الشكل النهائي عبارة عن مربعات بعضها مفتوحة وأخرى مغلقة.
الأميجرومي: هو أحد الفنون اليابانية التي لمعت في الأونة الأخيرة. فكرة هذا النوع من الكروشيه هي دمج فن الكروشيه مع صناعة الدُمي والمجسمات، وقد نجح نجاحًا مبهرًا ولاقى قبولًا كبيرًا من الناس، وتستخدم فيه ثلاثة أنواع من الغرز وهي الغرزة السحرية كغرزة البداية، وغرزة الحشو، وغرزة المنزلقة كغرزة النهاية.
من أشكال فن الكروشيه الجديدة أيضً، وبمجرد قراءتك لاسمه تستطيع أن تفهم مضمونه، وهو صناعة مجسمات ومنتجات صغيرة الحجم. لتجربته لا بد من استخدام أصغر إبر الاستانلس مقاسًا، ويكثر استخدامه في صناعة الاكسسورات بالتحديد.
ادوات الكروشيه
أولا: إبرة الحياكة
أنواع صنارة الكروشيه
إبرة الكروشيه أو الصنارة تختلف عن الإبرة العادية؛ فهي عبارة عن إبرة معقوفة من أحد الطرفين أو كليهما. جدير بالذكر أن الإبر معقوفة الطرفين (ثنائية الخطاف) تُستخدم لدمج لونين مع بعضهما في نفس المنتج، تُصنع الإبر من خامات مختلفة، منها: الألومنيوم- الاستانلس – الخشب- البلاستيك – السليكون. كما تأتي الإبرة بمقاسات وأرقام مختلفة.
ثانيا: خيوط الكروشيه
أما الخيوط فتتنوع هي الأخرى وتنقسم ما بين خيوط طبيعية من مصادر نباتية أو حيوانية وخيوط صناعية، ومنها الرفيعة والسميكة، علاوة على تعدد الشركات المنتجة لها كذلك. تذكري أن تتفحصي ورقة البيانات الموجودة على بكرة الخيط حينما تقومين بشراءه لمعرفة استخداماته ورقم سُمكها ومن ثم تقدير مقاس الإبرة المناسبة له كذلك. أشهر أنواع خيوط الكروشيه واستخداماتها:
الصوف: هو الأكثر استخدامًا بلا منازع. يُستخدم عادة في صنع البطانيات والقفازات والشالات وغيرها، وله أنواع متعددة كالموهير والكشمير والأنجورا والألبكة والمارينو.
القطن: إذا كان الصوف مُرجحًا للمنتجات الشتوية، فالقطن مناسب جدًا للمنتجات الصيفية.
الحرير: من أرق الخيوط، ويستخدم بكثرة أيضًا في عمل الفساتين والمحارم والمفارش.
الصياد: خيط لامع رفيع ولكنه متين في الوقت ذاته، يستخدم في عمل الحقائب والمفارش.
الغزل: خيط قطني مشابه لخيط الصياد ولكنه غير لامع، ويُفضل استخدام الإبر الاستانلس معه، وأكثر استخداماته تكون لصنع الأحذية.
الإكريليك: يُعتبر الإكريليك من الخيوط الصناعية العملية، ويمتاز بألوانه الزاهية، وسعره مناسب مقارنة ببعض أنواع الخيوط الأخرى.
النايلون: من الخيوط الصناعية أيضًا، ويصلح لكل أنواع المنتجات.
ثالثا: مقص
يعتبر المقص أداة أساسية في مثل هذه الأشغال اليدوية المتعلقة بالحياكة حيث يستخدم في التخلص من الخيوط الزائدة بعد الانتهاء من العمل وهي خطوة مهمة جدًا قبل الحصول على المنتج النهائي. تأكدي أن المقص الذي تستخدمينه مريح ليدك ويسهل الإمساك به.
رابعا: ما زورة قياس
احرصي على وجود ما زورة القياس إلى جانب باقي أدواتك؛ فهذه الأداة ضرورية لأخذ المقاسات خاصةً عند تنفيذ مشروعات الملابس لتنفيذ التصميم بشكل صحيح.
خامسا: باترون الكروشيه
وهو عبارة عن الشكل المبدئي للقطعة التي تودين إنتاجها، وهو بمثابة خريطة لتوجيهك أثناء العمل، وينبغي عليكِ أن تتعلمي كيفية قراءة الباترون قبل الشروع في التنفيذ.