لكل السوريين

محنة ريان.. تثير التعاطف والأسئلة

لطفي توفيق

كان ريان المغربي ابن الربيع الخامس..

وردة يعطر شذاها بيت والديه..

قبل أن يسقط في البئر.

وفي البئر..

وحّدت محنة ريان أحاسيس المغاربة بمختلف أطيافهم.

كما وحّدت مشاعر مختلف الأطياف في المنطقة العربية..

من خلال التعاطف والترقب والقلق..

والدعاء له بالنجاة والسلامة.

وعندما تم إخراجه من قاع البئر جثة هامدة..

صار شخصية مشهورة تحيط بذكرها الحسرات والدموع.

ونال ما ناله من تعاطف إنساني واسع.. ونبيل.

ولكن…

ألا يفجّر هذا التعاطف النبيل ..

عشرات الأسئلة عن آلاف الأطفال الذين يواجهون الموت لمرة واحدة أحياناً..

ولمرات عديدة في اليوم الواحد في معظم الأحيان.

ألا تدعو العواطف المثقلة بجراح ريان المؤلمة..

إلى التعاطف مع أطفال البلاد المنكوبة بالقتل والجوع والخطف.

في بلدة جباب بريف درعا الشمالي..

اختفت طفلة تبلغ ربيعين من عمرها.

وعثر على جثتها أطفال كانوا يلعبون بالقرب من منزل مهجور في البلدة.

وأسدل الستار عن تفاصيل هذه الجريمة المروعة.

وفي بلدة الطيبة شرقي درعا..

اختطفت طفلة في الثامنة من عمرها أثناء عودتها من مدرستها.

وعثر على صدريتها وحقيبتها المدرسية فرب بلدتها.

ما يزال مصيرها مجهولاً منذ عامين.

وقبل أيام..

انتهت معاناة الطفل فواز القطيفان.

واختصرت ابتسامة والده وهو يحتضنه..

كل الفرح على كل الوجوه.

ولخّص بريق عينيه حلم الأبوّة بسعادة الطفولة.

عاد فواز.. أو أعيد إلى ذويه

بعد وقت قصير من انتشار الشريط المصور والمؤلم له.

وتزايد التعاطف معه لدرجة ساهمت بإنهاء محنته.

وبغضّ النظر عن مبلغ الفدية وكيفية وظروف دفعها..

المفرح في الأمر أن فوار عاد إلى حضن والديه.

والتعاطف مع انتهاء محنته..

يفجّر عشرات الأسئلة أيضاً…

ألن يتحول أي طفل أو طفلة في درعا وغيرها..

إلى صيد ثمين للوحوش البشرية التي امتهنت خطفهم..

لتكدّس مئات الملايين في جيوبها التي لا تشبع.

وهل هذه الوحوش البشرية عصيّة على قمعها.

وهل تعجز القوى الأمنية بعتادها وعديدها..

عن التصدي لهؤلاء الوحوش..

وقطع أيديهم..

لإنهاء هذه الجرائم..

التي يندى لها جبين كل شخص لم يفقد ضميره بعد.