لكل السوريين

في أنفاق الحميدية.. تسول النساء ظاهرة عادية في أقدم عاصمة في التاريخ

السوري/ دمشق

أصبحت مشاهد النساء المتسولات في شوارع دمشق عادية جداً وهن يطلبن من المارة مالاً، أو طعاماً لأطفالهن.

المتسولات، بتنا نراهن في العديد من أحياء وشوارع دمشق، مثل شوارع البحصة وجسر فكتوريا ومساكن برزة وساحة المرجة والحلبوني، يطلبن ثمن رغيف الخبز والطعام، أو يبحثن في الحاويات عما يسد رمقهن ورمق أطفالهن.

مشاهد مؤلمة لكثيرات ينتظرن محلات اللحمة والفروج والتي تقوم برمي ما يتبقى لديها من فضلات اللحم في الحاويات، فيسارعن إليها لأخد ما يمكن منها لأولادهن.

في ساحة المرجة أيضاً نساء وأطفال يقيمون في الحدائق ضمن شوادر رفعوها على سياج الحديقة ويعملن بتجميع الخبز اليابس وبيعه.

آخريات افترشن الحدائق والشوارع الرئيسية والفرعية، إحداهن في منطقة الحميدية، لا تبرح مكانها هناك، تجلس على كرتونتها وتمدّ يدها للمارة، تقول أنها كانت سابقاً تلجأ في الليل مع أطفالها إلى أحد المساجد القريبة، إلا أنه بعد التعميم الصادر عن وزارة الأوقاف، والقاضي بإغلاق جميع المساجد التي افتتحت كمراكز للإيواء وإغلاق باقي المساجد بعد صلاة العشاء مباشرة، أصبحت تنام مع أطفالها في نفق الحميدية.

سيدة أخرى تدعى “أم يوسف”، قالت: إنها امتهنت التسول بعد أن فقدت زوجها وأثنين من أولادها بالقصف على بلدات الغوطة، جاءت إلى دمشق برفقة أولادها الأربعة، والذين لا تتجاوز أعمارهم الـ14 عاماً، ولا معيل لهم، وأنها تخرج بشكل يومي منذ الصباح وحتى المساء لتتسول المارة وأصحاب المحال التجارية، وإذا لم توفق بالحصول على شيء، تقوم بالبحث في الحاويات، وكل ذلك لتسد رمق اولادها وحاجاتهم من الغذاء، والمستلزمات الحياتية.

يذكر أن دمشق تأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد المتسولين، الذين باتوا في مراكز احتجاز، دون التطرق إلى الأسباب الحقيقة التي أسفرت عن تفاقم أعدادهم.