لكل السوريين

تصاعد التوتر في المنطقة.. تهديدات متبادلة بين تل أبيب وطهران وحزب الله يستعرض قوته

اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي إيران باستخدام السفن المدنية كـ “قواعد إرهابية عائمة”، من خلال تحميلها سراً بمقاتلين وأسلحة، وأضاف غالانت أن إيران تخوض حرب استنزاف ضد إسرائيل عبر وكلائها القريبين من الحدود.

وهدد الوزير الإسرائيلي بأن كل الخيارات قائمة وموجودة لمنع طهران من حيازة سلاح نووي، وحذّرها من تبعات زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن الاستخبارات العسكرية قولها إن الأمين العام لحزب الله اللبناني بإطلاقه مسيّرات من سوريا، يقترب من خطأ قد يؤدي لحرب كبرى.

وحذر رئيس هيئة الاستخبارات من أن “أي تصعيد تجاهنا من سوريا أو لبنان قد يؤدي لصدام كبير مع حزب الله”.

وبالمقابل، تصاعدت اللهجة الإيرانية في الرد على الاتهامات الإسرائيلية، وحذر مسؤول إيراني من أن استهداف منشآت بلاده النووية يعني إشعال حرب واسعة تتحمل إسرائيل مسؤوليتها.

ونوه إلى أن إسرائيل تعيش مرحلة غير مسبوقة الضعف الداخلي، ولذلك تحاول الظهور بمظهر القوي للتغطية على هذا الضعف.

وأكد استعداد بلاده لمواجهة أي استهداف لأرصيها، وأن كل خيارات الرد عليه مطروحة دون أي خطوط حمراء.

تهديدات متبادلة

هدد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل “ستفاجئ كل أعدائها كما كانت تفاجئ إيران دائماً”.

وحسب بيان صدر عن ديوانه، تلقى نتنياهو خلال جولته على أحد معسكرات جهاز المخابرات، إحاطة بجهود الاستخبارات العسكرية لمواجهة ما سمّاه البيان بالتهديد الإيراني، ولإحباط ما وصفه بالعمليات الإرهابية بالضفة الغربية.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قد قال إن إيران تقدمت في تخصيب اليورانيوم على نحو غير مسبوق، وأكد أن إسرائيل لديها القدرة على ضرب إيران وما تحاول أن تبنيه حولها.

وأضاف هليفي أن إيران تستخدم سوريا منطقة حرب محتملة مع إسرائيل، مشددا على “أن حزب الله مرتدع بشدة عن شنّ حرب شاملة ضد تل أبيب”، وأن إسرائيل مستعدة جيداً على الجبهة الشمالية،

وفي تصريحات تصعيدية أخرى قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، “إن نتنياهو سيحصل على دعم لضرب منشآت إيران النووية إذا استُنفدت كل الطرق”.

وأكد أن تخصيب اليورانيوم بنسبة تسعين بالمئة في إيران، يعتبر خطاً أحمر لكل العالم، وأن إسرائيل جادة في التصدي للمشروع النووي الإيراني.

وأشار إلى أن واشنطن تعتقد أن الحل الدبلوماسي وارد لثني إيران عن مشروعها النووي، لكن إسرائيل تشكك في ذلك.

وفي المقابل، قال مسؤول إيراني إن كلام إسرائيل عن استعدادها لضرب منشآت إيران النووية هو إرهاب رسمي يقابل بصمت دولي، مضيفا أن “التهديدات المتزايدة تؤكد أن إسرائيل هي أساس عدم الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وأكد أن إيران ليست من دعاة الحروب “لكن على العالم أن يدرك أنه لا خطوط حمراء في رد طهران على إسرائيل”.

تهديدات حزب الله

وبدوره، صعّد حزب الله تهديداته لحكومة الاحتلال الإسرائيلية، ونفّذ مناورة عسكرية ضخمة قرب “الخط الأزرق” الفاصل بين لبنان وإسرائيل.

وبعد انتهاء المناورة التي حملت اسم “سنعبر”، وجّه رئيس المجلس التنفيذي في الحزب تهديداً إلى بنيامين نتنياهو قال فيه “إذا فكرتم في توسيع عدوانكم للنيل من المعادلات التي صنعناها بدمائنا وقدرتنا، فسنكون جاهزين لنمطركم بصواريخنا الدقيقة وكل أسلحتنا، وستشهدون أياماً سوداء لم تروا لها مثيلا”.

وقال نائب الأمين العام للحزب “على الكيان الإسرائيلي والعالم الداعم له، أن يعرف تماما أن مقاومة حزب الله ليست مقاومة عابرة، بل هي متجذرة في الأرض وتطمح إلى أن تحقق التحرير والاستقلال”.

ومع أن المناورة هدفت إلى تكريس توازن الرعب مع إسرائيل، وقطع الطريق على أي مغامرة قد تقوم بها في لبنان، كما حاول الحزب تسويقها، يرى مراقبون أنها تمثل استعراض قوة للداخل والخارج معاً، لتؤكد أن الحزب هو الأقوى في لبنان، وأن تغير التحالفات الإقليمية لن يكون على حسابه.

وصدرت مواقف رافضة للمناورة من قبل خصومه السياسيين في لبنان، واعتبر حزب القوات اللبناني أنها “تشكل استكمالاً لانقلاب الحزب على الدولة، باعتباره جيشاً نظامياً يملك دويلة”. كما وصفها حزب الكتائب بأنها “رسالة تحدٍ للبنانيين”.