لكل السوريين

التقنين يطال المشروبات الشعبية، والمتة شبه مفقودة

جميع المواد الغذائية باتت تشكل عبئاً على سكان حمص نتيجة التضخم المتتالي لأسعارها، ورغم أن الحماصنة قد يجدون حيلاً لمواجهة ما يمكن مواجهته باختصار الكميات أو خفض جودة المواد، إلا أن ارتفاع الأسعار المستمر يجعل من تلك الحيل غير مجدية.

بات فنجان القهوة أو كاسة الشاي أو المتة أو الكوكا كولا، وهي المشروبات يومية، حملاً ثقيلاً على العائلات نتيجة كلفتها المرتفعة، وباتت من المواد التي تدخل ضمن التقنين اليومي في الاستهلاك.

يقول أشخاص شبه مدمنين على المشروبات ولا يستطيعون الاستغناء عنها، إنهم مضطرون للتقنين خاصةً بعد ارتفاع سعر القهوة وباقي المشروبات اليومية، ما يعني تكاليف يمكن أن يتم إنفاقها على الطعام الضروري، وأمور أخرى كالطبابة.

ووصل سعر كيلو القهوة الموكا بلا هيل إلى 65 ألف ليرة، ومع هيل بين 70 – 85 ألف ليرة حسب النوع وكمية الهيل فيه، وبات أرباب الأسر في حمص يتجهون للمحامص التي تبيع أنواعاً رخيصة من القهوة الفرط رغم رداءة طعمها وجودتها المتدنية وهي تتراوح بين 50 – 60 ألف ليرة مع هيل، لكنها مجهولة الهوية.

اختصرت العديد من الأسر عدد (برادات الشاي) كما يسمونها، علماً أن الشاي مشروب يحتسى في حمص مع وجبات الفطور والعشاء وبعد الغداء إضافةً إلى مرة واحدة في اليوم على الأقل خارج تلك الوجبات. فبدلاً من 3 إلى 4 مرات في اليوم، بات مرة واحدة أو مرتين فقط، في رمضان وخارجه.

وتقتصر الأسر على إبريق يكفي عدد الموجودين فقط، وتقوم نساء بتعيير الإبريق بعدد كاسات الشاي عبر تعبئتها بالماء وقلبها في الإبريق ثم وضعه على النار.

ووصل سعر كيلو الشاي سوبر بيكو إلى 75 ألف ليرة، في حين يبدأ سعر الـ25 ظرف من النوع الأرخص بـ7 آلاف ليرة. وتبحث الأسر عن أرخص الأنواع حالياً حتى لو كانت بجودة أقل.

كما أن ممن يستهلكون كميات كبيرة من المتة يومياً، اقتصروا أيضاً على عدد مرات أقل ولجؤوا إلى أنواع أقل جودة لخفض التكاليف بعدما وصل سعر نصف كيلو المتة إلى 18 – 19 ألف حسب منطقة البيع.

وجميع المشروبات السابقة تعتمد بنسب متفاوتة على السكر، لكنها أساسية فيها، وقد وصل سعر كيلو السكر في دمشق إلى 7000 ليرة.

ومن ضمن المشروبات التي دخلت ضمن التقنين، الكوكا كولا، التي شهدت ارتفاعات قياسية مؤخراً بأسعارها في حمص حيث وصل سعر الربع لتر إلى 2000 ليرة، واللترين وربع إلى 8000 ليرة، والعبوة التنك إلى 5500 ليرة. وتختلف أسعار الكولا ارتفاعاً أو انخفاضاً حسب نوعها وحسب مكان البيع حيث يرتفع سعرها في المولات بين 30 – 50%.

العديد من الأسر السورية بحمص التي التقاها الموقع، أكدت أن استقبال الضيوف بات مرهقاً من ناحية تقديم المشروبات، وباتوا يشترون القهوة والشاي والمتة بالظروف الصغيرة تبعاً للحالة المادية اليومية وخاصة للأسر التي يعليها مياوم، بينما تم استبعاد مشروبات مثل الكولا والنسكافيه.