لكل السوريين

مرة أخرى.. المحروقات تخنق مواصلات العاصمة

دمشق/ روزا الأبيض

تسببت أزمة المحرقات التي تشهدها مناطق سيطرة حكومة دمشق بأزمات حادة، وكثيرة، أبرزها أزمة النقل الداخلي، التي ازدادت مؤخرا في العاصمة دمشق.

ودعا سكان وعاملون في قطاع النقل الداخلي، مؤخراً، الحكومة السورية إلى زيادة كميات المازوت المقدمة لسائقي السرافيس (ميكروباص) العاملة على الخطوط الداخلية لمدينة دمشق وإيجاد آلية لإلزامهم باتباع مساراتهم.

وتشهد دمشق أزمة نقل خانقة بسبب قلة وسائل النقل الداخلي العاملة على الخطوط الرابطة بين أحياء المدينة.

وتعج المواقف العامة بتجمعات ضخمة للسكان تستمر لساعات طويلة بانتظار السرافيس لنقلهم لوجهتهم.

واعتبر سائقو سيارات نقل جماعي أن مديرية النقل هي من تسببت بأزمة النقل، لافتا إلى أن الكمية الممنوحة لهم لا تكفي سوى لبضعة نقلات.

ويرى أحمد، صاحب ميكروباص، أن حل أزمة النقل يكمن في مضاعفة كميات الوقود المقدمة لميكروباصات النقل الداخلي لتستطيع تغطية النقص الحاصل في السيارات العاملة على خطوط النقل.

وكان مجلس الشعب، قد أقر قبل عام قانونا قضى بموجبه، بالسماح لسيارات الركوب السياحية والصغيرة والمتوسطة بنقل الركاب وفق نظام إلكتروني.

وفي أول تعليق رسمي على إقرار القانون، قال محمود أسعد مدير النقل الطرقي في وزارة النقل: “الفكرة من القانون جاءت من أزمة النقل التي تشهدها البلاد بسبب قلة عدد المركبات السياحية أو الميكروباصات.”

وأشار “أسعد” إلى أن الهدف من القانون إيجاد وسيلة نقل جديدة دون زيادة في عدد المركبات لأن حجم السوق لن يتحمل أي زيادة، وفق ما نقل عنه راديو “شام إف أم” المحلي.

وبحسب “أسعد”، فإن مشروع القانون أعطى الصلاحية للسيارات السياحية الخاصة والميكروباصات الخاصة للقيام بالنقل المأجور وفق تطبيق إلكتروني، ما يساهم في حل جزء من أزمة النقل بين المدن وبين المحافظات.

ويقول سكان إن أزمة وسائل النقل لا تقتصر على قلة عدد السرافيس العاملة على خطوطها، “بل أن غالبية العاملة منها لا تتبع مسارها كاملاً.”

ويؤدي هذا الأمر إلى زيادة معاناتهم وضياع ساعات طويلة من يومهم وتضاعف تكاليف النقل بسبب اضطرارهم لركوب أكثر من وسيلة نقل للوصول إلى وجهتهم.

“عمل مفتعل”

واعتبر أيمن سعيد (24 عاماً)، وهو اسم مستعار لطالب جامعي، أن أزمة النقل “عمل مفتعل” يتشارك فيه كل من سائقي وأصحاب وسائل النقل الداخلي وشرطة المرور.

وقال: “مثلاً غالبية السرافيس العاملة على خطي منطقة جديدة، والمعضمية – البرامكة، لا تكمل مسارها، فهي تأخذ ركاب من البرامكة إلى كلية الآداب على اوتوستراد المزة وبالعكس.”

وأضاف: “هذه السرافيس لا تتبع سوى نصف مسارها لتحصيل أموال أكثر، وهذا ما يفاقم الأزمة.”

وشدد “سعيد” على أنه يومياً يستقل عدة سرافيس للوصل إلى وجهته إلى كلية الآداب بجامعة دمشق رغم أنه ينبغي أن يكون سرفيساً واحداً.

وأشار إلى أن السبب يرجع في ذلك، “لعدم التزام سائقي السرافيس بإكمال مساراتهم وأمام أعين شرطة المرور.”