لكل السوريين

موظفات حكوميات.. شراء مستلزمات المدرسة يحتاج لخطة مُحكمة

كشفن موظفات حكوميات من حمص عن معاناتهن خلال تسوق المستلزمات المدرسية لأولادهن، مع بدء العام الدراسي الجديد، وغلاء مستلزمات المدرسة من قرطاسية ولباس وأحذية.

وقالت سميرة عمران (37عامًا) وهي موظفة في مديرية الصحة بحمص إن “أسعار المستلزمات المدرسية هذا العام مضاعفة، إذ تجد في أسواق حمص جميعها المشهد نفسه؛ وهو تشكيلة واسعة من الملابس المدرسية التي حرص أصحاب المحلات على إبرازها”.

ويركز أصحاب المحال التجارية تلك التي يباع فيها الملابس المدرسية على ما يسمى بالموديل الجديد لهذا العام؛ ما سيكون بلا شك تبريرا لرفع سعر القطعة بآلاف إضافية، والأمر ينطبق أيضا على الحقيبة المدرسية، حيث تبدأ الأسعار من 20 ألف ليرة سورية، وتصل إلى 30 ألفا في المناطق الشعبية.

تؤكد عمران إنها: أنفقت نحو مئة وعشرين ألف على القرطاسية، لابنتيها، وتقول: “مئة وعشرين ألف يعني راتب شهر كامل من عملي في القطاع الحكومي، حتى الآن لم أشتري ملابس المدرسة والأحذية. الأسعار غير معقولة”.

وتشير، إلى أن الأسعار تتفاوت بين سوق لآخر، حيث يبدأ سعر الدفتر المدرسي في سوق الحريقة من ألفين ليرة سورية، ولا ينتهي عند سبعة آلاف، في حين تبدأ أسعار الأقلام بمختلف أنواعها بخمسمائة ليرة.

وتضيف سميرة وهي أم لولدين في المدرسة الابتدائية “أيام قليلة تفصلنا عن بداية العام الدراسي، وسأضطر للانتظار حتى الشهر القادم لشراء الملابس، حتى يتوفر المال، وربما تنخفض الأسعار بعد أن ينتهي معظم الناس من الشراء”.

ويقول أصحاب محال أن معظم الناس يأتون للسؤال عن الأسعار فقط، ثم يذهبون، فعملية الشراء تحتاج لخطة، بحيث يشتري الأهل جميع المستلزمات بالمبلغ الذي يخصصونه، وبالتالي لا يمكن الشراء بشكل عشوائي.

يتراوح سعر البنطال المدرسي، بين 25 إلى 60 ألف ليرة، وكذلك القميص، لتتجاوز أقل تكلفة للباس المدرسي مع الحذاء 150 ألفا، وتصل أحياناً إلى 300 ألف، وتختلف الأسعار بين الصعود والهبوط تبعا للأسواق، وتصنيفها إما شعبية أو غير شعبية، إضافة إلى المولات والماركات.

وبلغ سعر دزينة أقلام الرصاص 4500 ليرة، وأقلام الحبر تراوح سعرها بين 7-10 آلاف ليرة، أما أسعار المقلمة فتراوحت بين 2500-20000 ألف ليرة، وقد تراوح سعر الممحاة، والمبراة بين 500-800 ليرة، وسعر علبة الهندسة بين 5-15 ألف ليرة.

في إطار ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، ونظرا لتدني مستوى الرواتب والمداخيل في البلاد، بدأت صفحات التواصل الاجتماعي بنشر أخبار عن بيع الملابس المدرسية المستعملة، حيث تلقى رواجا كبيرا لانخفاض أسعارها عن الجديدة المتواجدة في الأسواق.

وبات تأمين المستلزمات المدرسية يشكّل عبئا ثقيلا على الأهالي، وجعلهم في حيرة من أمرهم تجاه تدبّر احتياجات أبنائهم منها، وخاصة أن الأسرة الواحدة لديها أكثر من فرد في المدرسة، حيث أوضح عدد من الأهالي أن شراء المستلزمات المدرسية لن يكون دفعة واحدة بالنسبة للدفاتر والأقلام.

وتحت مسمى التدخل الإيجابي، أعلنت صالات السورية للتجارة قبل أيام افتتاح معارض للمستلزمات المدرسية، والهدف بيع تلك المستلزمات بسعر أقل من الأسواق بنسب تصل إلى 30 بالمئة، ولكن في مقارنة بسيطة يبدو أن الأسعار هي ذاتها إذا ما أخذنا جودة اللباس مقياسا لتحديد الأسعار، فبعض الأسواق الشعبية توجد فيها مستلزمات أقل سعرا من أسعار المؤسسة.

وفي ظل ارتفاع أسعار اللباس المدرسي، والقرطاسية بمعدلات تراوحت بين خمسين إلى مئة بالمئة، عن العام الماضي، خاصة في المحلات والمكتبات. لجأ الكثير من أهالي حمص إلى الشراء من الأكشاك والبسطات في الأسواق الشعبية، كونها أرخص، وأنسب لجيوبهم ورواتبهم الهزيلة.