لكل السوريين

محافظة درعا..البطالة تهدد مستقبل شبابهاونسيجها الاجتماعي

تقرير /محمد الصالح

أدت الحرب في سوريا وما تلاها من أزمات اقتصادية ومالية وانخفاض فرص التوظيف في مختلف قطاعات العمل، إلى تراجع معدل النمو الاقتصادي إلى مستويات كبيرة تقلصت معها الأنشطة الاقتصادية وانعدمت فرص العمل وحرمت العديد من العاملين من وظائفهم ودفعت بهم الى متاهات البطالة، ولم تساهم السياسات الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة في تحسين الوضع المعيشي، بل ساهمت في إفقار المواطن من خلال تجاهلها لفوضى الأسواق، ورفعها المستمر للأسعار، وخاصة أسعار المحروقات التي تسببت بزيادة كبيرة في أجور النقل وأسعار المواد الاستهلاكية والخضروات والمواد التموينية الأخرى.

وبرزت مشكلة البطالة كإحدى أهم المشكلات الأساسية التي تواجه الأهالي في محافظة درعا، حيث باتت تشكل العبء الأكبر على كاهلهم في ظل تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي والفقر الذي يعاني منه معظم سكانها.

تهديد مستقبل الشباب

تعتبر البطالة من أهم التحديات التي تواجه الشباب في درعا، وتنتج معاناتهم عن عدم توافر فرص العمل لهم وغلاء المعيشة والملاحقات الأمنية وتجنبهم الانخراط في الخدمة العسكرية مما أغلق أمامهم مجال البحث عن فرص عمل في المحافظات والمناطق الأخرى، ونتج عن ذلك سقوط بعضهم في براثن الجريمة أو التطرف، أو جعلهم  فريسة  لليأس والإحباط، بما قد يدفعهم للقيام بأعمال تهدد الأمن والاستقرار كالسرقة والسطو وغيرها.

وقد تؤدي بعض السلوكيات السيئة التي تنتج عن البطالة والفراغ مثل إدمان الكحول والتدخين وتعاطي المخدرات، إلى خطر الإصابة بحالات قاتلة من أمراض السرطان والكبد.

كما أن فئة الشباب العاطل عن العمل غالباً ما تكون هدفاً مغرياً لشبكات التهريب والاتجار بالمخدرات والأسلحة والبشر، حيث تسعى لتجنيدها للعمل معها بمغريات مالية كبيرة.

تهديد النسيج الاجتماعي

أصبحت ظاهرة البطالة من أهم الأزمات التي تعاني منها محافظة درعا، إذ لا تقتصر خطورتها على فئة الشباب فقط، بل تشمل تبعاتها الكثيرة الأسرة والمجتمع.

وتبرز تداعياتها الخطيرة بصور متنوعة، حيث يؤدي غياب فرص عمل الشباب الى تدمير طاقاتهم، وحرمان المجتمع من الكوادر البشرية القادرة على النهوض به.

وتنعكس سلباً على الجانب الاجتماعي حيث يعجز معظم الشباب في ظل حاجتهم المادية، عن الزواج وتأسيس أسرة بما يفاقم ظاهرة العنوسة التي بدأت تتفشى بمختلف مناطق المحافظة.

‏كما تدفع ظاهرة البطالة شباب المحافظة إلى الهجرة خارج البلاد، مما يقلص إعداد المتواجدين منهم، ويتسبب بخلل خطير في بنية المجتمع بما ينذر بتداعيات كارثية على النسيج الاجتماعي، لما ينجم عنها من آفات اجتماعية خطيرة تهدد بنية المجتمع وتماسكه واستقراره.