لكل السوريين

فوضى عارمة تشهدها شوارع وأسواق الرقة.. هل هي ثقافة جديدة؟!

إعداد/ الباحث محمد عزو 

تشهد مدينة “الرقة” أزمة وفوضى في السير ليس لها مثيل في أغلب شوارع المدينة وضواحيها، وهي أزمة شبه دائمة، لاسيما في الشوارع التالية: شارع نل أبيص، شارع القوتلي، شارع المنصور، شارع/23/شباط، شارع الوادي، شارع القطار وشوارع أخرى فرعية.

وتعاني هذه الشوارع آنفة الذكر من مشاكل كثيرة، وأهم هذه المشاكل في هذه الشوارع وغيرها من الشوارع الأخرى، القيادة العشوائية وقوانين السير المغيبة، حيث تتعالى أصوات منبهات السيارات (الكلكسات) ذات النغمات المتنوعة مما يسبب تشويه سمعي، ودرجات الصخب على كيف صاحب السيارة أو سائقها، وقيادة السيارات في هذه الشوارع هي نتيجة للمزاج وعدم الالتزام بقوانين السير من قبل هؤلاء المزاجيين من السائقين، وعدم الوقوف بالأماكن المخصصة، حتى أصبحت المعاناة اليومية للسائقين والمارة في هذه الشوارع الرقاوية، لسان حال الكل ممن يقودون سياراتهم أو ممن يعبرون تلك الشوارع مشياً.

والسبب لمثل هذه المشاكل في شوارع “الرقة” غياب التقيد بقوانين السير، وغياب التقيد بلوحات وإشارات المرور وهيمنة حالة من الفوضى، رغم كل الجهود التي يبذلها رجال المرور، قليلي العدد والعدة، في تنظيم السير، وهنا لابد من الإشارة إلى أن رجال المرور في “الرقة” لا يحملون دفاتر مخالفة (إلا ما رحب ربي) السائق الذي لا يتقيد بقانون السير.

وفي نهاية المطاف هذه مشكلة كبيرة وقائمة، ولا بد من التصدي لها وردع المخالفين.. والأمر لا يتوقف عند مثل هذه المخالفات والتجاوزات من قبل السائقين، بل أن مظاهر الفوضى تزداد أكثر فأكثر، إذ نجد أن بعض السائقين يسيرون في مركباتهم في الاتجاه المعاكس مساءً كما يحدث في شارع “تل أبيض” ، في سبيل إرواء مصالحه الخاصة في اختصار المسافة، وكثير منهم نجده يصعد بسيارته على الرصيف للانتقال للناحية المقابلة، وكذلك الوقوف في الأماكن الممنوعة، والبعض يلفون المنعطفات دون استعمال الإشارات، كما وأننا نشاهد حالات تجاوز الإشارات الحمراء برعونة، وصاحب تكسي الأجرة يقف لحمل الراكب في وسط الشارع ضاربا بقوانين السير عرض الحائط.

ومن يريد الوقوف على حقيقة الامر يقف عند دوار ساعة المدينة فهو سيرى العجب من قِبل شرطة السير ومن السائقين خريجي مدرسة تعلم فن قيادة السير في طوال العبا والكنطري.

كل هذه الحالات والممارسات المؤسفة ترجع أسبابها إلى غياب الوعي وانتشار الأمية في صفوف أغلب سائقي السيارات، وأهم سبب في مثل هذه الممارسات هو عدم تطبيق القانون وغيابه بشكل واسع في شوارع وأسواق “الرقة”.

ومن أشكال الفوضى في أسواق “الرقة “فوضى الأسواق من قبل أصحاب البسطات وأصحاب المحلات التجارية الصغيرة منها والكبيرة، والباعة المتجولين جميعهم فرضوا أنفسهم بطريقة عشوائية على أرصفة وشوارع مدينة “الرقة”، فأصبحت هذه الحالة جدلية أمام البلدية والجهات الرسمية ذات الصلة بالموضوع، وكذلك المارة والحركة المرورية.

إن ما يعيق المشاة هو وجود عشرات التجاوزات من قبل أصحاب المحال التجارية وأصحاب البسطات المزدوجة اثنان وثلاثة، إلى جانب بسطات الخضار التي تفترش الرصيف حتى تجاوزت على الشارع العام، ودفعت بالناس إلى استخدام وسط الشارع وجعلت التجول في المدينة أمراً غاية في الصعوبة والمخاطر، بسبب حرمان حق المواطن من السير الآمن، لذا نأمل ويأمل كل مواطن رقاوي ونناشد السلطة ذات الصلة بالموضوع، تنفيذ تطبيق القانون بتوجيه مخالفات موجعة لجميع المخالفين من باعة وأصحاب محلات وسائقي السيارات.