لكل السوريين

حول اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري

إعداد أنعام إبراهيم نيوف

يحتفل باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري يوم 15 اذار من كل سنة. ففي ذلك اليوم من سنة 1960 وقعت مذبحة شاربفيل، حيث أطلقت الشرطة الرصاص فقتلت 69 شخصا كانوا مشتركين في مظاهرة سلمية احتجاجا على قوانين الاجتياز في بلدية شاربفيل بجنوب أفريقيا، وكانت قوانين الاجتياز قد فرِضت من قبل نظام الفصل العنصري في البلاد. في إعلانها ذلك اليوم في سنة 1966، دعت الجمعية العامة المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده من أجل القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري (القرار 2142 (د – 21)، واعتمد هذا اليوم إيمانا منها بأهمية إحلال السلام الدائم والذي يرتكز بشكل أساسي على الحق في المساواة وعدم التمييز بغض النظر عن العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين أو العقيدة أو الاختلاف السياسي أو غير ذلك. حيث تم حظر التمييز العنصري في جميع الصكوك الدولية الأساسية لحقوق الإنسان، وعلى الدول مهمة القضاء على التمييز بكافة صوره وأشكاله من خلال اتخاذ تدابير خاصة للقضاء على الظروف التي قد تتسبب في التمييز العنصري أو تعمل على إدامته.

منذ ذلك الحين، أبطل العمل بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وألغيت القوانين والممارسات العنصرية في بلدان عديدة، وتم بناء إطار دولي لمكافحة العنصرية يسترشد بالاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. وتقترب هذه الاتفاقية الآن من مرحلة عالمية التصديق، بيد أنه لا يزال هناك في جميع المناطق أشخاص عديدون وجماعات ومجتمعات عديدة تعاني من الظلم والوصم بالعار الذين تسببهما العنصرية. وحسبما تؤكد المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فإن الناس جميعا يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق، واليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري تذكرة بمسؤوليتنا الجماعية تجاه تعزيز هذا المبدأ المثالي وحمايته، لقد مضت على تلك الذكرى الأليمة عشرات السنين، لكن بقت عالقة بالأذهان، لتذكرنا كل عام بضرورة محاربة التمييز العنصري سواء كان على أساس اللون أو العرق أو الدين.

لنلتزم إذن بالعمل معا، في هذا اليوم، من أجل بناء عالم تسوده الكرامة والعدالة ويعمه تكافؤ الفرص لصالح كل مجتمع محلي في كل مكان

وموضوع اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري لهذا العام يسلط الضوء على هذه الحقيقة، ويركز على المنحدرين من أصل أفريقي وعلى مبادئ الاعتراف والعدالة والتنمية.

ذلك أن المنحدرين من أصل أفريقي يمثل أمامهم تاريخ فريد من العنصرية المنهجية والمؤسسية، ويواجهون اليوم تحديات شديدة. ويجب أن نتخذ مواقف ردا على هذه الحقيقة، بالتعلم من أنشطة الدعوة الدؤوبة للمنحدرين من أصل أفريقي واتخاذها أساسا نبني عليه.

إن الفكرة القائمة على اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري هي معاملة جميع الناس بالمساواة بدون أي تمييز، حيث إن التمييز العنصري هو النظرة غير الواعية من جانب بعض الأشخاص التي تقوم على الاعتقاد بالتفوق للعنصر البشري الذي ينتمون إليه على الأجناس الأخرى، وفي هذا الإطار سنتعرف على تاريخ اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري.

بالإضافة إلى رغبة الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتأكيد على أن جميع البشر يولدون أحرارا متساوين في الحقوق والكرامة، كما قامت الأمم المتحدة بحظر التمييز العنصري ليتضمن القوانين الدولية الأساسية لحقوق الإنسان، وتم فرض هذه الصكوك على الدول للقضاء على حالات التمييز العامة والخاصة.

إن مظاهر العنصرية لا تقتصر على التمييز في المعاملة بين البيض السلالة البيضاء والسلالة الزنجية كما هو شائع، ولكن توجد أنماط وتصرفات أخرى تندرج تحت بند التمييز العنصري، وهذه الأنماط تتمثل في الآتي:

التمييز العنصري ضد الأقليات الأجنبية في بعض المجتمعات، حيث يتم التعامل مع الأقلية المهاجرة في الدول المضيفة بشكل سلبي.

التمييز العنصري الذي يتم ممارسته ضد المرأة ويسلبها كرامتها وحريتها وإنسانيتها.

عدم احترام ثقافة الآخر أو التعالي على الآخرين.

الصور السلبية التي يتم نشرها ضد الأديان.

التجاوزات الأخلاقية ضد الأطفال.

السياسة الدولية التي تعتمد على القطب الواحد تعد من أسوأ أنواع التمييز السلبي بين الشعوب والأمم.

جرائم التطهير العرقي.

أشكال التمييز العنصري

إن التمييز العنصري يشمل عدة أشكال يمكن أن نستعرضها معكم من خلال الآتي:

التمييز الشخصي: الذي يحدث بين الأفراد بسبب وجود مواقف سلبية تجاه الثقافة أو العرق.

التمييز الفردي: في هذا التمييز تكون العنصرية موجهة للفرد ذاته مع الإشارة إلى عدم التكافؤ في معاملة الفرد لآنه فردًا.

التمييز الهيكلي: هو الذي يحدث بالتفاعل بين المؤسسات نفسها، ويشمل عدم المساواة في الترقية، أو الوصول إلى فرص.

التمييز المؤسسي: التمييز العنصري فيه يكون موجه من أجل تحقيق أهداف مجموعة واحدة على حساب مجموعات أخرى.

مظاهر التمييز العنصري:

التمييز على أساس الحالة الاجتماعية

التمييز على أساس الحمل والأمومة

التمييز على أساس العمر

التمييز على أساس النوع الاجتماعي

التمييز على أساس العجز أو الإعاقة

التمييز على أساس الدين

أسباب التمييز العنصري

هناك مجموعة من الأسباب التي تقف وراء ظاهرة التمييز العنصري، لذلك أهم هذه الأسباب:

الفكر والعقيدة والثقافة.

التفاخر بالأنساب.

بعض العادات الموروثة.

الفروق المادية والاجتماعية.

الاستغلال والجشع.

اختلاف اللغة والعرق والدين.

عدم الوعي بمفهوم العنصرية والجهل.

المشكلات النفسية مثل التكبر والغرور.

المصلحة الذاتية والطمع.

الكراهية لفئة معينة من الناس.

انتشار السياسات العنصرية في بعض المجتمعات.

انتشار الأفكار والعلوم العنصرية والخرافات.

تأثير وسائل الإعلام في نظرة المجتمع لأعراق معينة.

علاج التمييز العنصري

يمكن التعرف على الطرق التي يمكن استخدامها في علاج التمييز العنصري، وذلك على النحو التالي:

دعم الفئات التي تتعرض للتمييز العنصري.

التعاون مع مؤسسات حقوق الإنسان.

نشر قيم التسامح والإنسانية في المجتمعات.

تعليم الأطفال أهمية تقبل الآخرين.

القضاء على الأنظمة والمؤسسات العنصرية.

زيادة الوعي بتأثير التمييز العنصري على الأفراد.

تغيير بعض السياسات العنصرية التي تتبعها بعض المؤسسات والحكومات.

تكاتف أفراد ومؤسسات المجتمع في القضاء على الأفكار العنصرية.

التمييز العنصري له أضرار سلبية على الفرد والمجتمع يمكن التعرف عليها من خلال الآتي:

تضييق فكر من يمارس التمييز العنصري على اهتمامه بنفسه بعيدًا عن الشعور بالآخرين.

توليد الكراهية والحقد بين الشخص العنصري والآخرين.

الشخص الذي يتعرض للتمييز العنصري يصبح شخص وحيد يعيش بعيدًا عن الآخرين.

التمييز العنصري يجعل المجتمع مفكك وغير مترابط.

خلق أجواء يسودها الخوف وعدم الاستقرار.

نشر أفكار الحقد والكراهية بين أبناء المجتمع.

توليد النزاعات بين الأفراد.