لكل السوريين

الحلبيون يحافظون على طقوسهم الرمضانية رغم قساوة الظروف

حلب/ خالد الحسين

حلَّ شهر رمضان هذا العام حاملاً معه البهجة والسرور والطقوس الرمضانية الخاصة وفي مدينة حلب المدينة العريقة والأصلية شهر رمضان له طقوسٌ خاصة تظهر الألفة والمحبة والترابط الاجتماعي بين أهلها.

رمضان الشهر الفضيل برحمته وخيراته يبتدأ عند الحلبيين في ليلته الأولى مع أصوات التكبيرات والمدافع أو ما اعتاد الحلبيون تسميته ( الطوب) بفتح الطاء .

في حلب حيث تستنشق عبير الأصالة والتراث تجد عند أهلها وخصوصاً ساكني الحارات الشعبية القديمة لكل مناسبة طقوسها وعبقها ،وتشم في مختلف حاراتها روائح المعروك الحلبي الذي يعتبر مادة أساسية على مائدة السحور في رمضان وهو عبارة عن عجين محضر من الطحين والبيض والحليب إضافة إلى السكر والفانيليا والخميرة يتم خبزها وحشوها بحشوات مختلفة كالتمر أو القريشة أو السمنة العربية والسكر أو أي حشوة تعطيه نكهة مختلفة وقد يترك بدون حشو وله طعمه الخاص الذي يميزه عن غيره من المعجنات.

تبتدأ الليلة الأولى بعقد صلاة التراويح حيث يسارع الأهالي كباراً وصغاراً لحضورها فرحاً بقدوم الشهر الكريم وتكتمل الليلة بالسحور الأول وصوت المسحر الذي يعتبر المنبه الأساسي عند الأهالي على الرغم من انتشار المنبهات وغيرها من وسائل الإيقاظ فطبلته وأهازيجه هي التي تبعث النشاط في أجساد النائمين.

وكما لوجبات السحور طقوس كذلك لفترة الإفطار طقوسها  ومنها ( السكبة) وهو توزيع جزء من وجبة الإفطار على الجيران حيث يطير الأولاد في الحارة كالعصافير يوزعون الأطباق ويعودون بها مسكوبة بأنواع أخرى ليتحلق المفطرون حول المائدة

وقد عمرت بصنوف مختلفة من الطعام يتساوى فيها طعام الغني والفقير .

ووجبات رمضان تهتم بها السيدة الحلبية لتعويض الصائمين عن فترة صيامهم فتتفنن بالأكلات الحلبية من كبب ومحاشي ولحوم مشوية إضافة إلى اعتنائها بالمقبلات والسلطات التي تميز المائدة الحلبية وتلعب دوراً في فتح الشهية إضافة إلى جمالية مائدة الإفطار فالكبة النيئة والفتوش ،المحمرة والمسبحة، الخيار مع اللبن وغيرها من الأطباق الخفيفة تضفي على المائدة رونقاً خاصاً في رمضان.

ولا تنسى السيدة الحلبية دعم مائدتها بالمشروبات التي تروي العطش ابتداءً بالعيران ومروراً بمريس القمر الدين والتمر الهندي وشراب العرق سوس إضافة إلى الماء وصحن التمر.

وتختم السيدة الحلبية مائدتها بالحلويات الحلبية الجاهزة أو المنزلية حيث يعتبر اللقم وغزل البنات والكنافة المفروكة والخبيصة من أساسيات الحلو الرمضاني الحلبي إلى جانب العشرات من الأطباق  الحلوة.

والأطفال لهم طقسهم الخاص في رمضان حيث يحثهم الكبار على الصوم (درجات المادنة ) أو ما يعرف بصوم الحمام وهو الأكل عند كل وقت صلاة فقط .

وتكثر عند الحلبيين الزيارات مابين صلاة التراويح وموعد السحور وهو مايسمى بالرمضنة حيث يجتمعون و يتبادلون التهاني بهذا الشهر الفضيل.

وحلب بشكل عام ترتدي في هذا الشهر ثوبا خاصا يضيف إلى أصالتها هالة من الروحانية والخشوع.

واليوم وبعد الدما ر الكبير الذي حل بشوارعها وحاراتها والغلاء الفاحش بالأسعار لم لرمضان بهجته المعتادة وانقرضت الكثير والكثير من طقوسه الخاصة .