لكل السوريين

“البالة” تشهد اكتظاظاً بحماة مع حلول الشتاء

حماة/ جمانة الخالد

أصبح تأمين تلك الألبسة لمقاومة برد الشتاء، حملا ثقيلا على معظم العائلات بريف حماة الغربي كمحردة والسقيلبية ومصياف أيضاً، فاللباس الشتوي بات يحتاج لميزانية تفوق قدرة السّواد الأعظم من السوريين، لاسيما ممن لديهم عائلة وأطفال، خاصة أن الشتاء بدأ مبكرا هذا العام، لكن مع قدوم فصل الشتاء، يصطدم السوريون بأسعار الألبسة الشتوية في الأسواق الشعبية.

هذه المعاناة فرضت على معظم العائلات، التوجه لأسواق الألبسة المستعملة أو “أسواق البالة”، كذلك فقد فرض غلاء الأسعار انتشار الألبسة الشتوية الرديئة، التي شكّلت معاناةً إضافية للسوريين بسبب ضعف مقاومتها للبرد، واهترائها بفترة قصيرة.

هذا الغلاء في الألبسة الجديدة، أفضى إلى انتشار أسواق “البالة” التي باتت  اليوم منتشرة ونشطة أكثر من أي وقت مضى، وسط الظروف المعيشية الصعبة، إذ توفّر هذه الأسواق الملابس والأحذية بنوعية مقبولة وجيدة وبأسعار أرخص من الأسواق العادية، على الرغم من عدم تناسبها مع دخل آلاف العائلات.

في الأسواق السورية يبلغ سعر الجاكيت الشتوي متوسط الجودة نحو مليون ليرة سورية، وهناك نوعيات أكثر جودة يصل سعرها إلى نحو مليوني ليرة سورية، بينما متوسط سعر البنطال الجينز سجل سعر 250 ألف ليرة سورية، كذلك فإن شهادات لمواطنين أكدت أن هذه الأسعار متغيرة باستمرار وغالبا ما تتغير باتجاه تصاعدي

خلال السنوات الماضية أصبحت أسواق “البالة” في كافة المدن السورية الأكثر اكتظاظا بالزبائن، لاسيما بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية التي عصفت بكافة الشرائح الاجتماعية، لكن حركة تلك الأسواق تراجعت مؤخرا بعد ارتفاع أسعار سلعها بشكل كبير جدا، نظرا لتأثّر كافة الأسواق بالعوامل الاقتصادية الأخيرة التي تشهدها سوريا.

يقول أحد أصاحب محال “البالة” أن الألبسة المستعملة كانت سابقا للفقراء ومحدودي الدخل فقط، أما اليوم ومع الظروف الاقتصادية الحالية، بات يرتاد السوق زبائنٌ من مختلف المستويات الاجتماعية، ومنهم أصحاب الطبقة الغنية “المخملية” الذين يبحثون عن نوعية محددة من البضائع الأوروبية، التي تكون عادةً ضمن تصفيات معامل وبضاعة انتهى موسمها ولكنها جديدة.

من جانب آخر، أرجع أصحاب محلات “البالة” سبب ارتفاع أسعار الألبسة داخل السوق إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، خاصة وأن البضائع الموجودة معظمها مهرّبة، لذلك فإن الأسعار لم تعُد ثابتة كما كانت قبل سنوات، بل معرّضة اليوم للارتفاع تبعا لأسعار الصرف.

تراجع صناعة الألبسة محليا في سوريا، يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع التكاليف بالنسبة المنتجين، فضلا عن عدم توفر الكهرباء والمواد الأولية اللازمة لدوران عجلة الصناعة، يضاف إليها عجز الحكومة السورية عن دعم المنتجين، بما يضمن لهم تقديم منتجٍ بأسعار تناسب المواطن السوري.