لكل السوريين

للأغنياء فقط

لطفي توفيق

التعليم مجاني في سورية..

لطفي توفيق

في ظل تكاليف الدراسة في الجامعات..

والظروف الاقتصادية المتدهورة..

والارتفاع الصاروخي المستمر لأسعار كل شيء..

يعاني آلاف الطلاب من عباد الله السوريين

من عدم قدرتهم على تأمين مصروفاتهم اليومية..

ناهيك عن احتياجاتهم الجامعية..

ويتسربون زرافات.. ووحدانا

من الجامعات التي صارت فوق أحلامهم..

وفوق أحلام من أرسلهم إليها.

فعندما لا تتوفر المحاضرات الدراسية إلّا ورقياً

وفي مراكز تصوير محددة.

ومكتبات محددة.. تبيعها بأسعار غير محددة..

وأقلها تتجاوز الخمسين ليرة سورية للورقة الواحدة.

وأوراق المحاضرات ليست محددة..

أين يقف الطالب الجامعي الفقير..

وهل له أماكن محددة..

سوى بيته..

وكفى الله الطلاب الفقراء..

شرَّ الدراسة.

وهذا في الكلّيات النظرية..

أما في الكلّيات العملية.. فحدث ولا حرج.

في كلّية الفنون الجميلة..

يحتاج الطالب من المواد ما يكفيه لرسم لوحة تجريبية واحدة كل أسبوع..

ما يزيد عن راتب والده كل شهر.

وما يحتاجه من الأقلام.. والألوان.. ومستلزمات مشروع التخرّج..

يزيد عن راتب والده كل عام.

وفي كلّية الهندسة المعلوماتية

لا تتوقف المعاناة عند أسعار أوراق المحاضرات.

فالمعجزة تكمن في تأمين سعر الحاسب المحمول بمواصفات حديثة تفرضها دراسته

وتجعل سعر الحاسوب يحلّق فوق المليون ليرة سورية.

والكلّية ألغت قرض الحاسب المحمول الذي كان يمنح للطلاب.

واستبدلته بالقرض الشخصي..

الذي لا يكفي لشراء آلة حاسبة علمية.

وبالتأكيد لن يحلم طلاب هذه الكلّية..

بأن تقوم الجهات المعنية بتوفير الأجهزة المحمولة لهم..

أو ترفع سقف القروض لتتناسب مع أسعارها.

أو تقسيطها من قبل إحدى المؤسسات الحكومية

ليتمكّن الطالب من شرائها.

فكيف يمكن أن يحلم الطلاب الفقراء

بتوفير منح شهرية تضمن لهم استمرارية دراستهم.

وها هي أعدادهم.. تتناقص بهذه الكلّية بشكل شبه يومي

وفي كلّيات الهندسة الأخرى..

يصدق المثل القائل: شرُّ البليّة ما يضحك!.

فماذا يفعل الطالب الجامعي الفقير..

سوى أن يودّع الجامعات..

ويتركها لأبناء السادة.. وحديثي النعمة..

والمرتشين.. والمهربين.. وقطّاع الطرق..

وتجّار اللحوم.. بكل أنواعها.

وأن يبحث عن أي عمل بعيد عن الجامعات والجامعيين..

وكفى الله الطلاب الفقراء..

شرَّ الدراسة.