لكل السوريين

متلازمة داون لم تمنع ياسر من العمل والانخراط في المجتمع

الرقة/ مطيعة الحبيب  

رغم مرضه الملازم له منذ الولادة، والذي يعد بمثابة المانع الأكبر له في خوض تفاصيل حياته بشكل طبيعي، إلا أن ياسر، صاحب 41 عاما، من أهالي مدينة الرقة لم ييأس ويستسلم للمرض، وأبى إلا أن يواصل حياته، حاله كحال بقية الأهالي.

ياسر العلوش، رجل من أهالي مدينة حلب يقيم في مدينة الرقة، وبالتحديد في حي الفردوس منذ فترة طويلة، مصاب بمتلازمة داون منذ الولادة، أصر إلا أن يواظب على عمله رغم المشقة التي تفرض عليه.

مراسلتنا في الرقة التقت بياسر في مكان عمله ببيع الخضار، وتعرفت على تفاصيل يومه وكيفية ممارسة عمله في المحل الذي يتقاضى منه أجرة كباقي العمال السليمين صحيا.

خالد شقيق ياسر وصاحب محل بيع الخضار يروي تفاصيل يوم شقيقه فيقول “منذ ولادته وأنا أقوم برعايته والاهتمام به، وهو يعمل معي في المحل منذ أن كان في التاسعة من عمره، يقوم بتوصيل الفواكه والخضار واللبن وغيرها للمنزل، ويساعدني في أمور أخرى في العمل وخارج العمل”.

ويضيف “قليلا ما أذهب معه في البداية كان يعاني من عدم القدرة على التذكر، ومع ذلك أصررت على أن أكون المعين له، والحمد لله اليوم ياسر أين ما وجهته يذهب دون مساعدة مني”.

تع  تبر متلازمة داون حالة جينية وليست مرضًا، حيث تحدث نتيجة خلل في انقسام الكروموسوم رقم 21، وتعد داون الأكثر شيوعًا بين الحالات المتعلقة بخلل المادة الوراثية “الكروموسومات”.

ويعاني جميع مصابي متلازمة داون من الإعاقة الذهنية التي تتراوح حدتها من خفيفة إلى متوسطة، ويستطيع الأشخاص المصابون بمتلازمة داون إنشاء علاقات مع أفراد المجتمع، واتخاذ قرارات بأنفسهم، وتحقيق إنجازات كبيرة.

وعلى الرغم من كون ياسر لا يتمتع بالتمييز كحال بقية الناس السليمين إلا أنه صنع من نفسه إنسانا سليما، بمساعدة أخوه، فقبل سنوات كان يملك دراجة هوائية يستخدمها في عمله، إلا أنه فقدها بعد النزوح من المدينة في العام 2017.

لم يقتصر عمل ياسر في المحل فقط، فهو يقوم بأعمال أخرى في المنزل، “يذهب لمندوب الخبز ويقف في دوره دون مشاجرة إلى أن يأتي دوره ويجلب الخبز، ويذهب لصلاة الجمعة”، حسب شقيقه.