لكل السوريين

إدارية في مسد عن أحداث غويران: “النظام لعب دورا ليظهر نفسه بأنه المُخلّص للشعب السوري، وتركيا أظهرت الدعم العلني”

حاورتها/ مطيعة الحبيب 

أكدت الإدارية في مكتب المرأة بمجلس سوريا الديمقراطي “مسد” أن ما حدث في سجن غويران في الحسكة، كان الهدف منه كان محاولة لبث الفوضى في مناطق شمال شرقي سوريا بشكل عام وإعادة إحياء لتنظيم داعش الإرهابي، لافتة إلى أن الولايات المتحدة كان لها مخاوف من إعادة نشاط التنظيم لصفوفه في سوريا على وجه التحديد، وحادثة السجن أكدت على المخاوف الأمريكية.

وشهد سجن الصناعة، الواقع في حي غويران جنوبي مدينة الحسكة، حالات تمرد قام بها خلايا تنظيم داعش الإرهابي، والتي تلقت دعما مباشرا من حكومة الاحتلال التركي.

وأدت تلك الحادثة لسيطرة المساجين على مبنى السجن، الذي تمكنت قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمنية المنضوية ضمنها من السيطرة لاحقا على السجن بشكل كامل، بعد أن سلم السجناء أنفسهم للقوات الأمنية.

وللحديث عن هذا الموضوع ومواضيع أخرى مرتبطة به، أجرت صيفتنا حوارا مطولا مع الإدارية في مكتب المرأة بمجلس سوريا الديمقراطي، ظبية الناصر، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

ـ في البداية.. كيف تفسرين ما حدث في الحسكة؟

كلنا نعلم أن في الحسكة يوجد أكبر سجن يضم أخطر الإرهابيين من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، حيث يزيد عددهم ما يقارب خمسة آلاف إرهابي ينتمون إلى جنسيات مختلفة من كل أنحاء دول العالم، حيث أن الإدارة الذاتية تتحمل مسؤولية حجزهم ريثما تقوم دولهم بأخذهم ومحاسبتهم أو إنشاء محكمة خاصة لمحاكمتهم.

كما تطالب الادارة الذاتية بشكل مستمر كونهم يعتبرون قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت أضافة إلى وجود العديد منهم في مخيم الهول وسجن الشدادي.

ما جرى في سجن الصناعة بحي غويران بالحسكة أكد كل التوقعات التي كانت تؤكد أن سجناء التنظيم كانوا بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، وبالتالي فإن أحداث الحسكة الأخيرة كانت قد لخصت المخاطر التي يشكلها السجناء في شمال شرقي سوريا.

ـ شارك في المؤامرة التي استهدفت سجن الحسكة كل من الحكومة السورية وتركيا بالإضافة إلى المجاميع الإرهابية، على ما يدل ذلك؟

سوريا اليوم تعيش حالة من الركود في عملية الحل السياسي، هذا من شأنه أن يفسح المجال لجميع القوى الموجودة على الجغرافية السورية للعمل على إعادة ترتيب أوراقها على مختلف الأصعدة، ولا سيما السلطة في دمشق.

وإذا أضفنا إلى ذلك مصالح لدول إقليمية في ما حدث ومنها في تركيا وإيران، وإن النظام التركي يسعى دائما للنيل من الإدارة الذاتية وإظهارها بمظهر العاجز، لكي يصب في مصلحته ما حدث.

بصراحة كل المعطيات حول الأحداث التي حصلت مؤخرا في الحسكة تشير إلى تخطيط مسبق لأحداث غويران ترافق أيضا مع وجود شركاء من ضعاف النفوس من داخل السجن.

وبالنظر إلى مصلحة السلطة في دمشق في تنشيط هذه الخلايا الارهابية فإن مصلحتها تكمن بأن داعش بكل الأحوال هو تنظيم إرهابي مرفوض دوليا، لا بل حتى محارب وأنشأ تحالف دولي للقضاء عليه، غير أن النظام السوري كما سبق وذكرنا إنه أراد الاستفادة من فترة الركود حول حل الأزمة السورية.

ـ تزامنت أحداث الحسكة أيضا مع التسويات التي تجريها دمشق، هل يوجد صلة بين الموضوعين أم أنهما بعيدين عن بعضهما، ولا يمكن ربطهما؟

كانت السلطة في دمشق قد طرحت مشروع للمصالحات في كل من دير الزور والرقة، هذا بالنسبة للمناطق التي تقع شمال وشرق سوريا، هادفة من ذلك إرسال رسائل للمجتمع الدولي أن الشعب هناك لا يريد الإدارة الذاتية، وهو الآن يتقدم للمصالحة.

غير إن الإقبال على المصالحة كان ضعيفا جدا، ما دفع النظام السوري للتخطيط أيضا لمخطط آخر مرافق أو بديل، وهو الاشتراك في زعزعة استقرار المنطقة وأمنها، معولا على قدرة عناصر التنظيم الإرهابي داعش في النجاح في حالة العصيان هذه، مما يشتت قوات سوريا الديمقراطية في قتال عناصر التنظيم على جبهات عدة، وبالتالي استنزاف هذه القوات بين قتال عناصر التنظيم ومقاومة هجمات الدولة التركية، وبالتالي يدفع بنفسها بأنه هو المنقذ أو المخلص للشعب من هذا الإرهاب.

ـ الكثير أشاد بدور قوات سوريا الديمقراطية في السيطرة السريعة على الوضع، هل هذا يعد تطور واضح في القوات العسكرية على حد سواء؟

قوات سوريا لها الدور الكبير في إفشال هذا المخطط الإرهابي وسرعة تعاطيها مع الأحداث وقدرتها على السيطرة على هذا العصيان بمساندة قوات التحالف الدولي أفشل كل المخططات السابقة تجاه مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وإنما أيضا عززت الثقة بقدرتها هذه القوات على فرض الأمن والاستقرار في البلاد طبعا.

ـ هل يمكن أن نعتبر أن للولايات المتحدة دور في تأليب الوضع في الحسكة برأيك؟

نسمع الكثير اليوم أن ما جاء وجرى يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، من وجهة نظري هو تأكيد أن مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية وحديثها الدائم أن داعش لم تنتهي مستمرة، وبالتأكيد ما جرى في سجن غويران ونشاط الخلايا النائمة قد أكد هذه المخاوف التي لطالما أكدتها الولايات المتحدة.

إن الضغط عليها بالانسحاب من المنطقة بحجة أن داعش انتهى كما حدث في عهد ترامب فهو أمر غير صحيح في الواقع، ولا زالت خلايا تنظيم داعش الإرهابي نشطة بفضل داعميها الذين لا يزالون موجودين، وبالتالي فإن مهمة التخالف الدولي لم تنتهي بعد، وإنما تحتاج إلى بذل جهد أكبر للقضاء على داعش إيدلوجيا وعسكريا.

ـ هل تتوقعين أن تكون هناك أحداث أخرى على غرار ما حدث في الحسكة؟

إن ما حدث في سجن غويران يؤكد وجود كل هذا العدد الضخم في منطقة واحدة، ممكن أن يؤدي إلى انفجار إرهابي يطال كل دول العالم، مما يدفع إلى وجوب إيجاد حلول لهؤلاء السجناء الدواعش، وقاطني مخيم الهول، ويمكن ما جرى في سجن غويران يمكن أن يتكرر في مناطق أخرى إن لم يتم التعاطي مع ما جرى بكل جدية وحرفية.

إذا لم يتم التعامل بشكل جدي مع قضية سجناء التنظيم القابعين في مناطق شمال شرقي سوريا، وإذا لم يكن هناك مساعي دولية لإيجاد حل جذري لهذه المسألة فعلى المجتمع الدولي أن يتوقع أن تكون هناك مخاطر أكبر من الأحداث التي حدثت في سجن الصناعة بحي غويران في الحسكة.

على الدول التي لها رعاية في سجون شمال شرقي سوريا أن تسعى لحل هذه المعضلة، وإلا فإن قوات سوريا الديمقراطية لن تبقى ترعى السجناء إلى الأبد.

ـ كلمة أخيرة توجهيها عبر صحيفتنا؟

يبقى لنا أن نقول أن الشعب السوري بعد مرور حوالي أحد حشر عاما أصبح قادرا على تحليل الأحداث وتفسير ما يجري من حوله، وما يتفق عليه السوريون جميعا هو أن التطرف هو نموذج غير مقبول، ولا يمكن التوافق معه مهما كانت الظروف والتضحيات، ونتمنى لأهلنا الأمان والاستقرار في عموم الجغرافية السورية.