لكل السوريين

بسبب الظروف الحياتية.. زيادة الطلب على الأدوية النفسية

اللاذقية/ سلاف العلي

أن الأمراض النفسية ازدادت بسبب الظروف الحياتية والمعيشية والحروب والزلزال في اللاذقية، كلها عوامل زادت من نسبة الاضطرابات النفسية عامة وخاصة القلق والاكتئاب، والإدمان ازداد بدرجة عالية وخاصة في حالات الأزمات، لسهولة الحصول على المواد المخدرة وبسبب نقص الرقابة الصحية في المؤسسات الصحية بالدول التي لديها أزمات، وغالبا يكون الإدمان على الحشيش أو المخدرات بشكل عام أو على المنشطات النفسية أو الأدوية المسكنة المركزية وأيضاً على الكحول.

مما أدى الى ازدياد الاضطرابات النفسية، كمرض القلق والقلق المعمم والاكتئاب واضطراب الصدمات النفسية واضطرابات التكيف أو التلاؤم، كل هذه الأمراض تزداد بدرجة بعد الظروف النفسية الشديدة، وازدادت نسب حالات الأمراض النفسية خلال فترة الحرب ثم الزلزال، سواء بسبب حالات فقدان الأقارب أم بسبب التهجير أم تبدل الأحوال المعيشية والاجتماعية والاقتصادية.

السيدة الدكتورة نوال وهي طييبة امراض عصبية، قالت لنا: أن نسبة الأعراض الاكتئابية منتشرة بنسبة كبيرة ومن أكثر من النسب العالمية المعروفة، وان الشباب المراهقون والبالغون النسبة الأكبر، لأن شخصيتهم تكون هشة وخاصة الإناث تكون شريحتهن هي الأكبر، وان الوصمة أو الخجل من المرض النفسي، الوصمة كانت سابقا بنسبة عالية جدا، ولكن منذ حوالي 10 سنوات هذه الوصمة بدأت تتراجع وبدأ التقبل للأمراض النفسـية من قبل شريحة كبيرة من المجتمع، بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وبسبب ندوات التوعية ووسائل الإعلام جميعها، التي ساهمت بازدياد التوعية تجاه هذه الأمراض وعدم الخجل منها، وهناك عوامل تساعد على الإقلال من الوصمة هي: وسائل التواصل الاجتماعي التي تشرح بأنها أمراض ليست من إرادة الإنسان.

وأكدت الدكتورة نوال :أحيانا الأمراض النفسية تكون أخطر من غيرها في حال عدم قدرة الإنسان على تحمل الضغوط، فمن الممكن أن تطلق هذه الاضطرابات، ولها خطورة مثل باقي الأمراض، وأحيانا تكون أخطر من غيرها، لأنها تؤثر على سلوك الفرد وإنتاجيته وتعب وخمول وببعض الحالات تؤدي إلى عزلة، خاصة في الاكتئاب الذي يسبب التمني بالموت أو التفكير بالانتحار ومن هنا تأتي خطورتها، وكذلك الإدمان من الاضطرابات النفسـية التي تؤثر تأثيرا سلبيا وشديدا جدا على المجتمع من حيث هدر الموارد المادية وانتشار الاضطرابات السلوكية الناتجة عن الإدمان.

السيد الدكتور ريان طبيب امراض عصبية في اللاذقية اخبرنا: فيما يتعلق بوجود إدمان على الأدوية النفسية ام لا؟ ، فإنها موجودة في الصيدليات وإيجابياتها كبيرة جدا ومرخصة من وزارات الصحة بكل دول العالم وبالتالي إن لم تكن سليمة وآمنة لما تم السماح باستخدامها، وهي لا تسبب إدمانا، إلا مجموعة صغيرة جدا منها قد تسبب إدمانا عند عدم التزام المريض بتعليمات الطبيب، بينما إذا تم الالتزام بالتعليمات والتقيد بالوصفة فكل الأدوية النفسية ضمن إشراف طبي لا تسبب إدمانا، فهذه النظرة الخاطئة أو الجهل بالأدوية النفسـية يكون من أسباب نقص مراجعة المرضى الحقيقيين للأطباء النفسيين، وأيضاً ارتفاع نسبة شعور الخجل أو الوصمة عند المرضى والنظرة السلبية غير الصحيحة للأدوية النفسية وهي كغيرها من الأدوية كأدوية السكري والضغط والسرطان، لها نسبة قليلة من التأثيرات الجانبية عند المرضى، ولكن الذي يحدث أن وسائل الإعلام تزيد وتضخم وتلقي الضوء على التأثيرات الجانبية النادرة وتعممها ما يجعل هناك سوء الفهم تجاه هذه الأدوية.

وأشارت الصيدلانية نوارة الى: أن هناك زيادة رهيبة بصرف الأدوية النفسية حوالي 70% عن العامين الماضيين، خاصة أدوية الاكتئاب، وهذه الأدوية لا نصرفها دون نشرة طبية، والمرضى أصبحوا يصرفون النشرة ويكررونها في كل مرة دون الذهاب لمراجعة الطبيب، وتكمن خطورة التكرار هذه في الإدمان عليها، وتوجد أدوية فعالة ومضمونة، وأخرى غير ذلك، وهذا تبعا للشركات المنتجة للدواء، ويعد هذا دليل لعدم وجود رقابة كافية على تصنيع الدواء، يذكر أن معاينة الطبيب النفسي تتفاوت بين 30- 50 ألفا ليرة سورية في اللاذقية، الأمر الذي يولد رفض بعض الأفراد للذهاب إلى العيادات النفسـية، لعدم قدرتهم المالية.