لكل السوريين

لمواجهة الضائقة الاقتصادية الخانقة.. مبادرات إنسانية سورية

شهدت مختلف المناطق السورية مجموعة من المبادرات الشعبية الهادفة إلى التخفيف من معاناة السوريين خلال الضائقة الاقتصادية الخانقة التي تسببت بها الأزمة السورية.

وهذه المبادرات واللفتات الإنسانية ليست جديدة أو طارئة على الشعب السوري بكافة محافظاته.

فما يزال السوريون يحتفظون بجوهر تاريخهم المعروف بالتكافل في ما بينهم في الأزمات والمحن.

فرغم الحرب، وجائحة كورونا، لم يتوقف العمل الخيري ولا التكافل الاجتماعي في سوريا.

وتنشر “السوري” نماذج من هذه المبادرات تقديراً للقائمين عليها، وأملاً بتكرارها، وتوسيعها في كل محافظة سورية من جهة، وبين المحافظات كلما تيسر ذلك.

السويداء – محمد الصالح

ما زالت العيادة النسائية المجانية التي افتتحها فاعلو خير في مدينة السويداء تعمل بإدارة أطباء مختصين، وتعاون ملفت من أطباء السويداء الذين يقدمون كامل خدماتهم المجانية لصالحها، مما أدى إلى تقديم خدمات مميزة للكثير من الأسر الفقيرة بالمحافظة.

حيث تساعد العيادة بتكاليف العلاج والجراحة، إضافة إلى الفحص الطبي المجاني، وتخصيص عيادة لفحص الأطفال وتقديم الدواء مجاناً لكل طفل بحاجة إليه.

وما زال سائق من مدينة صلخد بالريف الجنوبي من المحافظة، ينشر قبل سفره إلى لبنان على صفحته الشخصية، والصفحات الإعلانية دعوة للذاهبين إلى بيروت والعائدين منها للتواصل معه والركوب مجاناً، من مبدأ “رزقي ورزقك على الله”.

ويعتبر الشاب أن مبادرته عادية، وليس فيها ما يستحق الشكر، ويقول “السيارة ذاهبة إلى لبنان أو عائدة منه، وقد وصل الرزق المقسوم، وأي راكب تقطعت به السبل ثقله على السيارة”.

ويشير إلى أنه يشعر بالراحة عندما يساهم بتخفيف العبء عن الشبان الذين يحتاجون للدعم.

ويؤكد أن الراكب لا يكلفه أي مبلغ كونه نال تعبه من الركاب الذين حجزوا مسبقاً.

ويردد دائماً  “أعمل على هذا الخط منذ خمس سنوات، ولدي معارف كثر، ولهذا فمبادرتي هذه ليست جديدة، وإعلاني على الصفحات كي يصل إلى أكبر قدر من الناس”.

يذكر إن المبادرات الخيرية الفردية ليست جديدة على المجتمع المحلي لكن الأوضاع الاقتصادية المزرية التي تمر بها البلاد جعلت منها ذات قيمة كبيرة تؤكد على التعاون والتكافل الاجتماعي.