لكل السوريين

صعوبات العيش وضعف الأجور تدفع باستقالة ممرضين في اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي

استنادا على مصادر إعلامية موثوقة وعن صفحات التواصل الاجتماعي، وعن طريق تواصلنا مع بعض المعنيين بالأمر، والذين وافقوا على التصريح لنا بإغفال ذكر اسمائهم، فقد قام عشرات الممرضين في مدينة اللاذقية بتقديم استقالاتهم دفعة واحدة، احتجاجا على تدني مستوى الرواتب والأجور بالمقارنة مع متطلبات الحياة المعاشية القاسية جدا، ما ينذر بتأثر قطاع الصحة في المحافظة، الذي شهد نزيفا نتيجة هجرة عدد من الأطباء وتركهم للمشافي الحكومي.

السيد فيصل أحد الممرضين الذين تقدموا باستقالاتهم، قال لنا: ان الكثيرين يهاجرون نحو العراق وليبيا واليمن والصومال بحثا عن أجور أعلى تناسب عملهم المجهد وخبرتهم.

السيدة وصال قالت لنا بالمختصر المفيد: في حال لم يتم تحسين الواقع المهني للممرض، سيكون خيار الاستقالة أو ترك العمل والهجرة هو الحل الوحيد لمواجهة ظروف الحياة المعيشية القاهرة، شو الانسان بدو يعيش مائة عمر، هو عمر واحد اما نعيش بكرامة وعلى الأقل بدون هموم او بلا هالعيشة.

السيد خالد هو احمد الممرضين الذين تقدموا باستقالاتهم، روى لنا القصة بكل هدوء قائلا: لقد يئسنا من وزارة الصحة التي شكلت في شهر نيسان الماضي لجنة لدراسة منحهم طبيعة عمل بنسبة 75% أسوة بباقي العاملين في القطاع الطبي واعتبار هذه المهنة من المهن الخطرة، إلا أن هذه اللجنة لم تنته من دراستها حتى اليوم, واعتقد انها ستحتاج الى فرج الله لتنهي هيك دراسة عظيمة, وكأنهم سيقدمونها الى الأمم المتحدة ومجلس الامن ليقروها.

الممرض جبرائيل، وهو اسم وهمي لكنه فضل هذا الاسم لأنه يعني له أشياء كثيرة، أخبرنا انههم طالبوا كممرضين بضرورة تفعيل نقابة التمريض وفق المرسوم رقم 38 لعام 2012 وإقرار نظامها الداخلي والمالي وانتخاب نقيب للتمريض، كذلك طالبوا بإحداث صندوق تقاعد للممرضين ومنح راتب تقاعدي من النقابة المحدثة في حال تفعيلها، إضافة لاستحداث منصب نائب وزير الصحة لشؤون التمريض، بما يساهم في معالجة كل مشاكل المهنة.

وقالت لنا السيدة بسيمة, وهي لديها خبرة في التمريض تتجاوز العشر سنوات : ان الأوضاع الاقتصادية سيئة جدا, والحياة المعيشية لا تطاق ، نتيجة ارتفاع الأسعار الذي حل بكل مكان وعلى كل شيء, وترافق انهيار الليرة السورية، إضافة لأزمات معيشية متلاحقة شملت معظم المواد الأساسية كالخبز والمحروقات, مع تدني الدخل مقارنة بالمصروف وخاصة فيما يتعلق بأجور النقل والمواصلات التي باتت تثقل كاهل المواطنين كافة , وخاصة ممن يسكنون بمناطق بعيدة عن أماكن عملهم رغم اننا طالبنا بالنظر في أوضاعنا ونقلنا إلى أمكن عمل قريبة من بيوتنا.

اما السيد خلدون  فقد حذر من ظاهرة هجرة وسفر العاملين بمهنة التمريض نحو العراق وليبيا واليمن والصومال، بحثا عن أجور أعلى تناسب عملهم المجهد وخبرتهم، مشيرا إلى أنه في حال لم يتم تحسين الواقع المهني للممرضين سيكون خيار الاستقالة أو ترك العمل والهجرة هو الحل الوحيد لمواجهة ظروف الحياة المعيشية القاهرة, وقد طالبنا بضم مهنتنا إلى المهن الشاقة والخطرة لما نتعرض له من ظروف عمل صعبة وجبارة تمثلت آخرها بالأعمال الإنسانية المجهدة في ظل جائحة كورونا وعمليات الإنقاذ والإسعاف، وقد كان من الضروري إقرار طبيعة العمل بنسبة 75 بالمئة أسوة بباقي العالمين في القطاع الطبي من أطباء وفنيين وصيادلة وتفعيل نقابة التمريض وفق المرسوم رقم 38 لعام 2012 وإقرار نظامها الداخلي والمالي وانتخاب نقيب للتمريض وإحداث صندوق تقاعد للمرضين وبالتالي منح راتب تقاعدي من النقابة المحدثة في حال تفعيلها، بما يساهم في معالجة كل مشاكل المهنة .

وتساءلت الممرضة المستقيلة انصاف: عن سبب عدم تطبيق مقررات اللجنة التي شكلتها وزارة الصحة في شهر نيسان الماضي، بما يخص إقرار طبيعة العمل، وقد طالبنا برفعها أسوة بالفنيين المخدرين والمعالجين وغيرهم ممن تم رفع طبيعة علمهم مؤخراً ضمن القطاع ذاته والعمل المجهد، واعتبار هذه المهنة من المهن الخطرة للتعرض فيها للعدوى من الأوبئة ومخاطر الأشعة مع أهمية عودة العمل بالقانون ٣٤٦ لعام ٢٠٠٦ ليشمل كل الكادر الصحي.

وأشار السيد جابر الى ضرورة تفعيل التقاعد المبكر وفق القانون، ومنح خريجي كلية العلوم الصحية والتمريض فرصا في المسابقات التوظيفية وتوسيع الملاكات في القطاع الطبي، لوقف نزف الكادر وهجرة الخريجين الشبان والشابات لعدم وجود فرص عمل تناسب الواقع الراهن للممرضين الذين كما يقولون: نضمد جراح الجميع من دون أن نجد من يضمد جراحنا.

خلاصة القصة هي أن الكثيرين يهاجرون نحو العراق وليبيا واليمن والصومال بحثا عن أجور أعلى تناسب عملهم المجهد وخبرتهم، وفي حال لم يتم تحسين الواقع المهني للممرضين سيكون خيار الاستقالة أو ترك العمل والهجرة هو الحل الوحيد لمواجهة ظروف الحياة المعيشية الكارثية.