لكل السوريين

(الحدباء وأم الحلق) من الأدوات النحاسية في تراث المطبخ العربي، ماذا تعرف عن استخداماتها؟!

تقرير/ صالح اسماعيل 

ارتبطت ادوات المطبخ (النحاسية) ارتباط وثيق بثقافة الشعب العربي في أرياف الرقة حيث يتم استعمال هذه الأدوات بشكل يومي بعناية كبيرة وخصوصاً من قبل النسوة الريفيات، والمحافظة عليها بشكل خاص.

وتشكل أدوات المطبخ النحاسية جزء مهم من ثقافة سكان منطقة وادي الفرات والتي كانت ترمز للكرم، ويدل كثرة هذه الأدوات لدى صاحبها على مكانته الاجتماعية وحالته المادية.

ومن الأدوات المشهورة التي تستعمل في المطبخ منها القدر النحاسي متعدد الحلقات، الجفجير، الصياني النحاسية متعددة الأحجام، واشتهرت هذه الأدوات بشكل كبير، وأصبحت تكنى بحسب حجمها، وتصميمها مثل (الحدباء، ام الحلق)، والتي تستخدم في الولائم والمناسبات الكبيرة.

ويتبع هذه الأدوات مهني يجول في الأرياف والبوادي العامرة يدعي (الرباب) تكون مهمته صيانة هذه الأدوات النحاسية وتجميلها، مقابل أجور مادية.

يقول ميسر المولاني من سكان ريف الرقة الشمالي: كانت الأدوات النحاسية تشغل حيز كبير من الأدوات التي تستعمل في الطهي وإعداد الولائم، ولا سيما عند العرب الرحل، كونها تتلاءم مع كافة الظروف وتقاوم كثرة التنقل والتحريك، والتي يعد تواجدها في المنزل جزء من تراث هذا البيت التي تعكس حالته المادية، واستخدام الأواني النحاسية له دلالات هامة تبين مكانة الضيف الذي يقدم له الطعام وخصوصا وجهاء العشائر والشيوخ.

وأضاف المولاني: أهم الأدوات النحاسية التي انتشرت في الطبخ العربي (القدر النحاسي متعدد الحلقات والذي يأتي بأحجام عديدة، وصياني الحلق، المغراف، الجفجير، الهاون) وكلها أدوات مصنوعة من النحاس الأحمر، أو الأصفر.

وبين ميسر المولاني بأن استخدام الأدوات النحاسية في طهي الطعام وتحضيره، تساعد بإعداد الطعام، بشكل جيد وخصوصاً الولائم من اللحم، ويتطلب الحفاض عليها عناية خاصة يقوم بها أشخاص يعملون على تلميع الأدوات النحاسية وإصلاحها.

وتأثرت صناعة أدوات الطهي النحاسية، بظهور أنواع جديدة من الصناعات مثل الكروم، والستانلس ستيل، وأدوات الطهي البخارية وغيرها من الأنواع التي جعلت من الأدوات النحاسية أدوات تراثية قليلة الاستخدام في العصر الراهن.