لكل السوريين

الحرب على غزة.. إسرائيل تتهم إيران وواشنطن تهددها والعرب يطالبون بوقف العدوان

وجهت إسرائيل الاتهام رسمياً إلى طهران، واعتبرتها “مسؤولة عن هجوم حركة حماس الذي أشعل فتيل الحرب”، وقالت إنها توّلت تدريب الحركة والتخطيط لهجومها.

وأطلقت حملة دولية ضد إيران باعتبارها “الدولة التي تقف وراء الهجوم وتخطط لحرب إقليمية تهدد السلام العالمي”.

وخلال جلسة مجلس الأمن الدولي الأخيرة، حذّر وزير الخارجية الأميركي إيران من التورط في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

وفي الجلسة ذاتها، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “السلوك غير المبرر للطرفين المتحاربين”، وطالب بوقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات بشكل عاجل إلى الفلسطينيين المحاصرين في القطاع، ودعا في الوقت ذاته إلى إطلاق الرهائن الذين أسرتهم حركة حماس دون شروط.

وعلى الصعيد الميداني، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته اليومية المكثفة على المباني السكنية والمستشفيات والمدارس في قطاع غزة، وواصلت مصر استقبالها للشحنات الإغاثية المقدمة للقطاع من عدة دول ومؤسسات خيرية، وأكدت استمرار مساعيها على المستوى الدولي لإدخال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح.

تحذيرات متبادلة

خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، وجّه وزير الخارجية الأميركي تحذيراً لإيران من التورط بشكل مباشر أو عبر وكلائها، في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، وتوعّد بأن بلاده سترد “بشكل حاسم وسريع” على أي محاولة من إيران لتوسيع نطاق الحرب.

وكان وزير الخارجية الإيراني قد حذّر الولايات المتحدة وإسرائيل إذا لم تتوقف هجماتها على قطاع غزة “فإن جميع الاحتمالات واردة في أي لحظة”، وتحدث عن عواقب وخيمة قد تطال المصالح الأميركية في المنطقة.

وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، “المنطقة أشبه ببرميل بارود، وأي حسابات مغلوطة في استمرار الحرب والإبادة والتهجير القسري لأهالي غزة والصفة الغربية، يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة ومريرة وواسعة في المنطقة، وأيضاً ضد مصالح دعاة الحرب”.

وقال “أودّ أن أوجه هذا التحذير إلى الولايات المتحدة، والنظام الإسرائيلي المزيّف التابع لأميركا، بأنه إذا لم يوقف فوراً جرائمه ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في غزة، فإن هناك احتمالاً في أي لحظة أن تكون المنطقة خارج السيطرة”.

هجوم شرس على غوتيريش

استهل الأمين العام للأمم المتحدة جلسة مجلس الأمن الأخيرة التي عقدت لبحث التطورات في الشرق الأوسط، بالتنديد بـ “انتهاكات واضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة”.

وقال إن الهجمات التي شنتها حركة حماس “لم تأت من فراغ” مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني “خضع على مدى 56 عاما للاحتلال الخانق”، ودعا إلى وقف إطلاق نار فوري.

وطالب بإيصال المساعدات بشكل عاجل إلى الفلسطينيين المحاصرين في القطاع، كما دعا إلى إطلاق الرهائن الذين أسرتهم حماس فوراً ومن دون شروط.

وأثارت تصريحات غوتيريش حفيظة حكومة الاحتلال التي وصفته بأنه غير مؤهل لقيادة المنظمة الدولية ودعته إلى تقديم استقالته.

وألغى وزير الخارجية الإسرائيلي الاجتماع الذي كان مقرراً مع غوتيريش على هامش اجتماع مجلس الأمن.

واتهمه بانه “يظهر تفهماً للقتل الجماعي للأطفال والنساء وكبار السن”، متناسياً ما تقوم به دولة الاحتلال من قتل جماعي في غزة، وحرمان أهلها من الماء والطعام والدواء، وتدمير للمنازل والمدارس والمستشفيات، واتباع سياسة الأرض المحروقة لتهجير سكان غزة من منازلهم.

نداء عربي مشترك

فشل مجلس الأمن في تبني أي قرار بشأن غزة، حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض ضد المشروع الأميركي، في حين فشل المشروع الروسي في الحصول على أصوات كافية.

وعلى هامش الجلسة، عقد وزراء خارجية فلسطين والأردن ومصر والسعودية مؤتمراً صحفياً مشتركاً طالبوا فيه بوقف العدوان على غزة وإدخال المساعدات إلى القطاع

وقال وزير الخارجية الفلسطيني إن ما يجري إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، وطالب بوقف فوري لإطلاق النار وبسرعة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

ومن جهته، قال وزير الخارجية الأردني إن استمرار الحرب في غزة لن يجلب الأمن والسلام والاستقرار، وحذر من مخاطر وصول الصراع الحالي إلى لبنان وإلى الضفة الغربية.

وبدوره، طالب وزير الخارجية المصري بوقف كل أشكال العقاب الجماعي والتهجير القسري للفلسطينيين، وأكد رفض بلاده تصفية القضية الفلسطينية.

كما طالب وزير الخارجية السعودي بوقف إطلاق النار فوراً وإنهاء حصار غزة وبدء “عملية سلام حقيقية”، وأضاف أن وقف إطلاق النار “واجب إنساني وضرورة ملحة وفورية”.