لكل السوريين

موسكو تسحب تصديقها على معاهدة حظر التجارب النووية ومحللون أمنيون يشككون بنواياها

وافق مجلس الاتحاد الروسي بالإجماع، على مشروع قانون سحب التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.

وقالت رئيسة المجلس خلال جلسة التصويت “إذا استمرت الولايات المتحدة في عدم اتخاذ خطوات للوفاء بالتزاماتها، فستظل هذه المعاهدة كدعائم في مسرحية، وليس من المنطقي أن تشارك روسيا في هذا التمثيل بعد الآن”.

وكان الرئيس بوتين قد حثّ المشرعين الشهر الماضي على إجراء التغيير من أجل اتخاذ موقف مماثل لموقف الولايات المتحدة التي لم تصدق على المعاهدة.

فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي إن بلاده ليست مستعدة لاستئناف محادثات بشأن ملفات نووية مع الولايات المتحدة إلّا إذا تخلّت واشنطن عن سياستها العدائية.

ومع أن روسيا تقول إنها لن تستأنف التجارب النووية بعد سحب التصديق على المعاهدة ما لم تستأنفها واشنطن، إلّا أن خبراء الرقابة على الأسلحة قلقون من أن موسكو قد تكون قريبة من إجراء تجربة نووية سيعتبرها الغرب تصعيداً في الحرب على أوكرانيا.

ماذا تريد موسكو

جاء سحب موسكو التصديق على المعاهدة بعدما علقت مشاركتها في معاهدة “نيو ستارت”، آخر المعاهدات الخاصة بالأسلحة النووية مع الولايات المتحدة، وهي التي تحدّ من عدد الأسلحة النووية الاستراتيجية التي يمكن أن تمتلكها كل دولة.

وأرجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلغاء تصديق بلاده على المعاهدة إلى التعامل بالمثل مع الولايات المتحدة التي لم تصدق عليها أصلاً.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي “سنبقي على التفاعل مع المنظمة التي تشرف على حظر التجارب النووية بعد إلغاء التصديق عليها”.

وأكدت روسيا أن إلغاء التصديق على المعاهدة لا يهدف إلى البدء بإجراء التجارب النووية التي أوقفتها منذ عام 1990، وأنها لن تجري أي تجربة نووية، إلّا إن أقدمت واشنطن على ذلك.

ومع ذلك، تمنح هذه الخطوة روسيا غطاء قانونياً لإجراء اختبارات نووية إذا أرادت ذلك.

ويشير بعض المحللين الأمنيين إلى احتمالات أن يحتفظ بوتين بإمكانية إجراء التجارب النووية كخيار يمكن أن يهدد باستخدامه في حالة شعوره بأنه بدأ يخسر الحرب في أوكرانيا.

مناورات روسية

في نفس اليوم الذي وافق فيه مجلس الاتحاد الروسي على قانون إلغاء التصديق على معاهدة حظر التجارب النووية، أجرت روسيا تجارب إطلاق صواريخ بالستية تهدف إلى إعداد قواتها لتوجيه ضربة نووية رداً على ضربة عدائية مماثلة.

وأشرف بوتين على مناورات تخللها إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات من طراز “يارس” من قاعدة بليسيتسك الفضائية في شمال روسيا، وصاروخ بالستي آخر من طراز “سينيفا” من غواصة في بحر بارنتس.

كما أطلقت قاذفات استراتيجية من طراز “تو-95 إم إس” البعيدة المدى صواريخ كروز ذات مدى أقصر، وهي التي استخدمت في الضربات على أوكرانيا.

وأعلن وزير الدفاع الروسي أن هذه المناورات تهدف إلى محاكاة “ضربة نووية هائلة من قبل القوات الهجومية الاستراتيجية، رداً على ضربة نووية معادية”.

ونشرت وزارته صوراً على تطبيق تلغرام تظهر إطلاق صاروخ ليلاً، بالإضافة إلى قاذفة قنابل تقلع من مدرج مطار.

معاهدة حظر التجارب النووية

توضح صيغة المعاهدة أن الهدف منها يتمثل بتقليص الأسلحة النووية والتخلص منها في نهاية المطاف، إضافة إلى حظر التجارب وتقييد تطوير الأسلحة النووية، أو إدخال تحسينات نوعية عليها، ووقف تطوير أي نوع جديد منها، بما يشكّل تدبيراً فعالاً لنزع السلاح النووي وعدم انتشاره بأي طريقة، ومنع التفجيرات النووية سواء كانت لغرض عسكري أو غيره، وحتى للاستخدامات السلمية.

وأبرمت المعاهدة عام 1996، ووقعت عليها 187 دولة، وصادقت عليها 178 دولة في برلماناتها، ومن الدول التي تمتلك أسلحة نووية، وقعت وصدقت عليها بريطانيا وفرنسا وروسيا، بينما وقعت الولايات المتحدة وإسرائيل والصين على المعاهدة دون التصديق عليها، فيما لم توقع الهند وباكستان وكوريا الشمالية أو تصدق على المعاهدة بعد.

ولم تدخل المعاهدة حيز التنفيذ بشكل قانوني بعد، ولن يتم ذلك إلّا بعد التوقيع والتصديق عليها من قبل 44 دولة محددة، بما في ذلك الدول التسع التي تمتلك أسلحة نووية، و35 دولة أخرى تمتلك قدرات نووية ومفاعلات للبحوث.