لكل السوريين

توم باراك: انطلاق الحوار السوري – الإسرائيلي رسميًا وسباق نحو اتفاق محتمل

أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، أن الحوار المباشر بين دمشق وتل أبيب قد بدأ بالفعل، مشيرًا إلى وجود “اندفاعة من جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق شامل”.

وفي تصريحات أدلى بها عقب لقائه قائد الجيش اللبناني، العماد جوزاف عون، في قصر بعبدا، أوضح باراك أن “الهدف الأساسي من هذه المحادثات هو تهدئة التوترات ووقف الأعمال العدائية على الحدود السورية – الإسرائيلية”، مضيفًا: “ما يجري اليوم غير مسبوق. سوريا التي كانت غارقة في الفوضى، أصبحت اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من الأمل والاستقرار”.

تقارير تؤكد: حوار سياسي وأمني مباشر

وفي تطور لافت، خرجت أخبار الاتصالات السورية – الإسرائيلية من نطاق التسريبات إلى العلن، لا سيما بعد تصريح رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، الذي أكد إشرافه المباشر على حوار سياسي وأمني مع الحكومة السورية.

ونقلت قناة i24NEWS عن مصادر مطلعة في دمشق، أن الطرفين يسعيان إلى توقيع اتفاق سلام قبل نهاية عام 2025، يشمل انسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا من المناطق التي احتلتها بعد توغلها داخل المنطقة العازلة بتاريخ 8 ديسمبر 2024، وعلى رأسها قمة جبل الشيخ، التي تُعد من أبرز النقاط الاستراتيجية في مرتفعات الجولان المحتلة.

مستقبل مجهول وتباينات في الرؤى

ورغم هذا الزخم السياسي، أبدى مسؤولون إسرائيليون شكوكًا حيال إمكانية قبول الرئيس السوري أحمد الشرع باتفاق سلام لا يتضمن انسحابًا كاملًا من الجولان، مشددين على أن مطالب دمشق بشأن الانسحاب الكامل لا تزال تشكّل العقبة الأبرز في وجه أي تفاهم نهائي.

وفي السياق نفسه، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن المفاوضات الحالية تركّز في مرحلتها الأولى على اتفاق أمني مرحلي، وليس معاهدة سلام شاملة، وتتم برعاية وساطة إقليمية ودولية، وبمشاركة غير معلنة من الولايات المتحدة، التي تتابع سير المفاوضات وتدير قنوات اتصال خلفية بين الطرفين.

ورغم التباينات في المواقف، فإن مراقبين يرون أن مجرد الدخول في حوار مباشر بين سوريا وإسرائيل بعد عقود من العداء، يشكل تغيرًا استراتيجيًا عميقًا في معادلة الصراع في الشرق الأوسط، مع احتمالات أن تقود هذه الخطوة إلى إعادة تشكيل الخريطة السياسية والأمنية في المنطقة.

- Advertisement -

- Advertisement -