لكل السوريين

من جوّع اللبنانيين.. حاول اغتيال بيروت

لطفي توفيق

إذا استطعنا أن نتخيل الليل دون سهر.. والبحر دون زرقة..

والفجر دون زقزقة العصافير..

وقهوة الصباح دون نكهة رحبانية يحملها صوت فيروز..

يمكن لنا أن نستوعب جوع أهل “جبال الصوان”..

ونذالة محاولة اغتيال بيروت.

موجع هذا الاغتيال.. إلى حد الفجيعة..

وهمجي.. إلى درجة تُخجل نيرون.. وهولاكو

وغبي.. إلى حدود الوهم..

فأي اغتيال.. يمكنه أن يقتل بلد العيد..

ويمحو خضرة  الأرز..

ويوقف حكايات بيت الدين .. ومواويل بعلبك

ويقلل من شموخ صنين

أي اغتيال.. أو تفجير.. يمكنه أن يمنعنا من سماع أنين ناي جبران…

اعطني الناي وغني

ويمنعنا من أن نردد مع فرحات..

ما دمت محترماً حقي فأنت أخي

آمنت بالله أم آمنت بالحجر

ومن التمتع بنسمة سعيد عقل..

نسّمت من صوب سوريا الجنوب

قلت هلَّ المشتهى وافى الحبيبُ

ومن مرافقة مارسيل خليفة في مشواره

توت توت عا بيروت.. يا بيي خدني مشوار

ومن زيارة “عرزال ناسك الشخروب”..

لنتأمل.. ونأخذ الحنطة من ..البيادر..

ومن الوقوف مع ايليا أبو ماضي وهو يعانق لبنان

زَعَموا سَلَوتُكَ لَيتَهُم.. نَسَبوا إِلَيَّ المُمكِنا

ومن النداء مع طلال حيدر

يا ناطرين التلج ما عاد بدكن ترجعوا

صرّخ عليهن بالشتي يا ديب.. بلكي بيسمعوا

وأي اغتيال.. أو تفجير يمنعنا من أن ننتظم في صفوف دبكة لبنان مع الرحابنة

دبكة لبنان بالملقى.. دبكة شيل السواعد

نزلوا الفرسان عالحلقا.. والسيف الأبيض واعد

وأي اغتيال يمكنه أن يمنعنا من العودة مع “زاد الخير” إلى “جبال الصوان”..

للوقوف بوجه مغتصبها وقاتل “مدلج” حاكمها الشرعي..

ليصبح شموخنا بحجم جبال الصوان..

عندما تصرخ في وجه القاتل “شو بدك تقتل لتقتل..

ورا كل بيت.. تحت كل شجرا. عم يخلق ولد لمدلج”.

أم زياد.. مهما جوّعوا… ومهما فجّروا..

سننتظر عودة شادي الذي ضاع في حروب الوادي الهمجية..

وسنرفع معاولنا.. ونهزها بوجه الريح..

وستبقى عيوننا تعانق الكنائس القديمة..

وتمسح الحزن عن المساجد..

وستبقى “منتورة” تعيد بالحب صياغة “هولو”..

ليعيد غلال الضيعة لأصحابها..

و”يضوّي القنديل الكبير”…

لتهرب.. أو تنتحر..

خفافيش الظلام.