لكل السوريين

عقلية القطيع وعلومْ التهويل و”كورونا” كوفيد 19

ففيروس كورونا يستحق بالفعل أن نخاف منه، على ألا نكن بوقاً سلبياً لنشر الإشاعات، واليوم نجد أن الناس يتحركون مثل القطيع الذي صنعته ماكينات ووسائل الإعلام، تحت تاثير الخوف والهلع.

روى لنا أحد الأصدقاء في الرقة عن لسان أحد أفضل أطباء الأطفال في الرقة، أن امرأة رقية زارته علاجياً مع ابنها المريض، وبعد الفحص السريري تبين أنه يعاني من أكثر من مرض واحد.

يقول الدكتور قلت لها يا سيدة ابنك مصاب بأكثر من مرض، وهو يحتاج إلى علاج ورعاية، وكل الذي بدر من والدة الطفل، أنها قالت والله يا دكتور الحمد لله المهم أنه غير مصاب بمرض كورونا.

لا شك أن هذه المرأة مثل غيرها واقعة تحت تأثير الخوف والهلع الوهميين، دون وعي منها لحقيقة هذا المرض، ومن هي الفئة العمرية المستهدفة. فالإعلام بتهويله الزائد جعل من الناس كقطيع تحت تأثير ماكيناته، التي هولت وجعلت الناس يسيطر عليهم الخوف والهلع ولا تفكر إلا بفيروس كورونا.

وفي الوقت الحاضر هناك حديث وفيديوهات تتحدث عن نظرية المؤامرة حول فيروس كورونا، في الوقت الذي ينتشر كوفيد-19 حول العالم بشكل واسع، ومما يزيد الأمر صعوبة كثرة المنصات، التي تعتمد عليها آلاف الملايين من البشر في سبيل الحصول على المعلومات والأخبار، في وقت أنها فعلاً توفر أرضاً خصبة لأولئك الذين يودون نشر الأخبار المضللة التي تخيف وترعب الآخرين، وهنا تظهر جلياً الصراعات المصلحية، ويبدو أن إثارة الخوف تظهر بين المجموعات المعارضة للقاحات، وتلك التي تقوم بحملات ضد الجيل الخامس من شبكات الهواتف المحمولة(5G), وبعض المختصين قاموا بفحص عدداً من مجموعات الجيل الخامس سابق الذكر، وهي من الهواتف المحمولة على منصات التواصل الاجتماعي، فوجدوا تعليقات كثيرة عندها صلة ورابط ما بين الفيروس والشبكات الجديدة.

وهذه الشبكات والمنصات الإعلامية وغير تساهم في نشر الإشاعات والأكاذيب. فكانت النتيجة اليوم أن الكثير أصبحوا ضحايا المعلومات المضللة عن فيروس كورونا أكثر من الوباء.

ومن جانب آخر تقوم المفاصل الرئيسة في الحكومات بالعمل على مكافحة هذا الفيروس، فمن وجهة نظر طبابة الصحة العامة إن إيقاف التجمعات البشرية هام، في سبيل الحد من انتشار الأمراض الوبائية والمعدية.. لكن الأمر يتفاقم حيث أن الإعلام شكل صورة مرعبة غير مسبوقة عن فيروس كورونا، وذلك بنقله المكثف لأخبار انتشار هذا الفيروس بشكل مرعب وغير مسبوق، عبر تهويل إعلامي أعطى زخماً للفيروس الأليف، وهذه الصورة قال عنها رئيس ال-U.S.A ترامب أنها أخبار زائفة بقوله(So much Fake news),( وفي علم الصحة والحقائق تعتمد الاحصائيات في تقييم الأوبئة، ومنها حقائق مدوية يتجاهلها الإعلام بقصد أم دون قصد الله أعلم).

ومن الجدير بالذكر رغم التهويل، فإن 50% من حالات الإصابة بفيروس كرونا تعافت من المرض بشكل كامل، وأن هذا الفيروس يصيب الفئات العمرية الكبيرة، فأكثر من 80% من وفيات هذا الفيروس هم من كبار السن فوق /60/ سنة، وأن نسبة 75% من الوفيات يعانون من أمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري وهم المرضى الذين يعرفون بذوي المخاطر العالية.

ونتيجة لماكينات الإعلام في تهويلها لهذا المرض وضعت الناس تحت كابوس الرعب والخوف وجَعْلِهِمْ يتحركون متل القطيع.