لكل السوريين

تدخين الأطفال لم يعد ظاهرة بحماة

حماة/ جمانة خالد 

لم تنجح محاولات محمد المحمود بإقناع طفلة بالإقلاع عن التدخين، ويعمل الطفل بورشة صغيرة في المنطقة الصناعية بحماة.

يكشف الرجل أن الحرب أفقدت العوائل سلطة السيطرة على أبنائها، ونتيجة للحرب السورية الدائرة في البلاد ترك الكثير من الأطفال دراستهم، ودفعت بأهليهم لزجهم بسوق العمل، هناك البيئة التي تُخرج الأطفال عن السيطرة.

المحمود طلّق زوجته واستطاع أن يكسب حضانة أطفاله بعد أن تزوجت الأم، يقول أن أصبح عاجزا عن تربية طفله ويحاول الرجل مدارة الطفل ويعوضه عن فقدانه أمه؛ لذلك تراه لا يضغط عليه.

مشهد تدخين الأطفال في حماة وسوريا بشكل عام لا يقتصر على طفل محمد، فالأمر لم يعد غريبًا بعد سنوات من حرب يعد الأطفال السوريون الحلقة الأضعف فيها، إذ تأثروا بشكل مباشر نفسيًا وجسديًا.

وأصبحت ظاهرة وجود الأطفال في مقاهي حماة أمرا اعتياديا إذا تُشاهد أطفال في الحادية عشر أو الثالثة عشر يحتلون طاولات ويطلبون الأراكيل أو يحملون باكيتاتهم، وهذا الأمر لم يعد ظاهرة بل مشهدا اعتياديا..

وينتشر التدخين بشكل كبير في أوساط الأطفال الذي يعملون، إذ يرى أولاء أن لهم الحق في شراء ما يرغبون، ويكشف البعض أن التدخين لدى الأطفال هو انعكاساً عن المسؤولية التي يحملها ومرتبطاً بالرجولة لديه.

ويرى مختصون اجتماعيون أن الأطفال بمحيطهم من الأصدقاء، وخاصة الصديق المفضل، فالطفل الذي يقبل الدعوة إلى التدخين يعتقد أنه يحظى بتقبل أكبر من قبل رفاقه المدخنين، وأنه يظهر بمظهر الصلب والهادئ والناضج، المغامر لذلك يدخن ليعطي أصدقائه تلك الصورة.

كما يرتبط التدخين بالطبقات الاجتماعية والتعليم، فالأطفال الذين لا يكملون دراستهم يتجهون للتدخين بنسبة أكبر من الأطفال الذين يتابعون تعليمهم ويتطلعون لتحقيق أهدافهم الدراسية والجامعية، والذين نادرًا ما يدخنون، كما أن النموذج الوالدي من أهم أسباب تدخين الأطفال، فالمدخنون ترتفع نسبة تدخين أبنائهم عن الآباء غير المدخنين.

بيد أن مواجهة أو الحد من ظاهرة التدخين أو علاج هذه الظاهرة من خلال مواجهة الأطفال بالخطر الجدي الذي يأثر على صحتهم، إذ لا بد أن يعلم الطفل أن التدخين له أثر سيئ مع التركيز على الفوائد القيمة التي تنتج عن ترك هذه العادة.

وكذلك الأنشطة الرياضية أو المشاركة في الفعاليات والنشاطات وكذلك التحصيل العلمي يعطي الأطفال الثقة اللازمة بالنفس وتغيير الأفكار السلبية التي يفكر بها الطفل.