لكل السوريين

مطالبات بإيجاد حلول.. مقابر داعش الجماعية تثير مخاوف لدى الأهالي بريف دير الزور الشرقي

دير الزور/ علي الأسود

منذ أكثر من عامين ونصف مضت على تحرير منطقة الباغوز من تنظيم داعش الإرهابي، لازالت تعاني المنطقة من تركة داعش الثقيلة، رغم ما تبذله الجهات المعنية من محوها، لتنسي الشعب في المنطقة ما كان يفعله التنظيم.

رغم كل الصعوبات والدمار الحاصل تعود الحياة تدريجيا إلى الباغوز، ولكن لا يخلو الأمر من منغصات العيش التي خلفها الإرهاب للمنطقة واحد هذه المنغصات المقابر الجماعية.

وحررت قوات سوريا الديمقراطية بلدة الباغوز في آذار من العام قبل الماضي، لتعلن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي عسكريا، تبدأ مرحلة إزالة تركته الثقيلة، ومنها المقابر الجماعية التي تثير مخاوف لدى الأهالي.

جالت كاميرا صحيفتنا في بلدة الباغوز، وتحدثت مع الأهالي حول موضوع الأضرار لتلك المقابر الجماعية، حيث أدى وجود تلك المقابر إلى أضرار ضمن نطاق واسع على حياة أهالي بلدة الباغوز على كافة الأصعدة الصحية والاقتصادية والاجتماعية.

وفي هذا الصدد التقى مراسل صحيفتنا مع أحد أهالي بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي يدعى، متعب الخلف، الذي قال “بعد عودتنا إلى المنطقة وجدنا عدة مقابر في الأراضي الزراعية ووسط منازلنا، وكانت هذه المقابر تحوي على جثث غالبيتها نساء وأطفال تعود هويتهم لجنسيات مختلفة فقدوا حياتهم أثناء حكم التنظيم الإرهابي للمنطقة”.

ويضيف “لا يزال البعض من أهالي المنطقة مهاجرين، بسبب خوفهم من مخاطر وجود ألغام وجثث بدأت تظهر في عدة أماكن من البلدة، ومع ارتفاع درجة حرارة الطقس اخذت تنشر روائح كريهة تشكل خطر على حياتهم، ووصل عدد المقابر لـ 5 مقابر حتى اللحظة، وكل مقبرة تضم من 300 لـ 400 جثة”.

الخلف أشار بقوله “هذه المقابر لم تظهر سابقا إلا بعد عودتهم إلى المنطقة، ولكن أصبح تأثيرها يزداد يوما بعد يوم على السكن بسبب عدم دفنها بالشكل الصحيح مما أدى ظهور قسم منها فوق سطح الأرض”.

وتابع مراسل صحيفتنا جولته في الباغوز والتقى مع أحد أهالي المنطقة، يدعى ناصر ذياب أحد الأهالي الذي يقع منزله بالقرب من تلك المقابر، والذي تحدث قائلا “بعد تحرير المنطقة عدت إلى بيتي بدأت أعاني من الروائح الكريهة وانتشار الذباب الذي يسبب الأمراض والأوبئة هذا غير التزامنا داخل البيت تجنبا لتلك المقابر”.

وبيّن الذياب بأن “تقع تلك المقابر في أراضينا الزراعية والتي تعتبر أهم مصادر دخلنا، ونحن الآن عاجزين عن وجود حل لهذا الأمر بسبب عدم استطاعتنا التعامل مع تلك الجثث، وخوفا من المضاعفات التي يمكن أن تحدث أثناء محاولتنا حل هذه المشكلة”.

وناشد الذياب الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بالإسراع في انتشال تلك الجثث لأن الأمر يحتاج إلى مختصين وإجراءات وقائية.