في إطار الحملة الأمنية التي تقوم بها قسد في مخيم الهول، عثرت على ممرات سرية وأسلحة وألبسة عسكرية ووثائق تحتوي على ملفات متعلقة بنشاط مرتزقة داعش الإرهابية، بعد التأكد من نيته إعادة صفوفه من جديد.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية الأسبوع الماضي عن إطلاق عملية أمنية بدعم من التحالف الدولي لملاحقة خلايا مرتزقة داعش الإرهابية، واستهدفت العملية مخيم الهول ومحيطه شمالي مقاطعة الحسكة.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان لها ان عمليتها “عملية الأمن الدائم” حققت معظم أهدافها، واستكملت فعاليات تمشيط وتفتيش مساحات واسعة من الريفين الجنوبي والشمالي لبلدة الهول، وشملت العلمية القرى الريفية المجاورة للمخيم وملاحقة خلايا المرتزقة وتأمين المناطق المجاورة.
وجاءت العملية بعد معلومات أمنية واعترافات لعناصر “داعش” بعودة نشاط كبير لخلايا داعش في المنطقة، وتخطيطها لهجمات إرهابية جديدة، بالتزامن مع العدوان التركي المستمر على سوريا.
وقالت غرفة العمليات إن الهجوم على القوى الأمنية “تذكير بأن إرهاب داعش لا يزال يشكل خطراً على المنطقة، ولا بد من القيام بعملية شاملة وواسعة النطاق لملاحقة الخلايا الإرهابية والقضاء عليها”.
وذكر البيان أنه “مع انشغال العالم بالحروب المتعددة في الشرق الأوسط يبقى احتمال عودة التنظيم واقعاً لا بد من مواجهته، وخاصة في المناطق النائية التي عادة ما يلجأ إليها للتخطيط للهجمات على السجون والمخيمات بهدف لم شمل عناصر داعش مع عائلاتهم ومن ثم إعادة النشاط مجدداً، حيث سجّل العام الجاري العديد من المحاولات للوصول إلى مخيم الهول وكذلك السجون التي تأوي عناصر داعش في شمال وشرق سوريا من قبل عناصر التنظيم”.
وأكد البيان إن العملية تهدف إلى تفكيك خلايا التنظيم، والقبض على أذرعه، حيث تم «في حصيلة غير نهائية القبض على 47 عنصراً، وتمشيط مساحة جغرافية تجاوزت 100 كيلومتر مربع، للحد من الجرائم التي ترتكب داخله.
ومخيم «الهول» الذي يقع على بُعد نحو 45 كيلومتراً، شرق مقاطعة الحسكة، في أقصى الشمال الشرقي لسوريا، يقطنه حالياً أكثر من 40 ألفاً بينهم 16 ألف نازح سوري، و18 ألف لاجئ عراقي، ونحو 6800 ألف مهاجرة يتحدرن من 60 جنسية غربية وعربية برفقة أطفالهن، وحسب الأمم المتحدة والإدارة الذاتية؛ 90 في المائة من قاطني الهول هم من النساء والأطفال.
وأخذ المخيم شكله الحالي بعد تدفق أعداد كبيرة من النازحين من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي في أعقاب هجمات شنتها “قسد” ضد معاقله الأخيرة، وتمكنها من السيطرة عليها معلنة عن إنهاء التنظيم في 23 من آذار 2019.
وتدير “قسد” أيضًا سجونًا تحوي عناصر ومقاتلين من تنظيم “داعش” منهم أجانب، حاولت سابقًا حث دولهم على استرجاعهم، لكنها لم تتمكن من تحقيق تقدم في هذا الملف، وهذا ما جعل الملف يزيد تعقيدا.
يُذكر أن قوى الأمن الداخلي شنت حملات أمنية مماثلة خلال الأعوام الماضية، بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي والجيش الأميركي، وألقت القبض على عناصر شبكات تهريب البشر، بينهم نساء «داعشيات»، بتهم تشكيل «خلايا إرهابية لتهريب عوائل التنظيم»، وداهمت معظم أقسام المخيم، مع الاشتباه في تورط نساء مؤيدات للتنظيم يلعبن أدواراً مع خلايا نائمة للتنظيم تكون خارج المخيم في عمليات التهريب، أو تقديم الأموال لتغطية نفقات المهربين.