لكل السوريين

مزارعون ومربو ماشية يجمعون التبن للماشية في أرياف الرقة

الرقة/ حسن الشيخ

يحرص مزارعون ومربو الماشية في أرياف الرقة على جمع التبن بعد حصاد محصول القمح هذا العام، لاستغلاله كعلف للماشية أو بيعه والاستفادة من أثمانه في سداد جملة من الديون المتراكمة طيلة فترة الموسم. وتعتمد أغلب مزارعي القمح ومربو الماشية هذه الطريقة لتوفير الأعلاف التي سجلت أسعارها ارتفاعات قياسية في الشهور الماضية، حيث وصل سعر طن تبن القمح إلى 130 دولاراً أمريكياً.

وشهدت أرياف الرقة خلال موسم الحصاد نشاطاً غير مسبوق لجمع قش القمح، الذي يعد مخلفات الحصاد، ودرسها عبر حصادات التبن بغية تخزين كميات كافية منه بالنسبة لمربي الماشية، أو بيعه من قبل المزارعين الذين لا يملكون ماشية لسداد قسم من مصاريف الزراعة.

وفي هذا السياق، يبين مربي الماشية محمد الخلف من ريف الرقة الشمالي أنه يتجه هذا العام إلى جمع أكبر قدر ممكن من خزانات التبن لاستخدامها فيما بعد في علف أغنامه التي تتعدى 100 رأس من الأغنام والماعز. وأضاف الخلف أنه اضطر خلال فترة الشتاء إلى بيع قسم كبير من أغنامه بأسعار أقل من السوق لتأمين العلف الذي يشكل التبن مادة أساسية في إعداده لماشيته.

ويشرح الخلف أن الاعتماد على الأعلاف فقط دون تبن القمح يؤدي إلى ارتفاع تكلفة العلف إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأعلاف وحدها لا توفر الشعور بالشبع الذي يحققه خلط العلف بالتبن، والذي يساعد على عملية اجترار الحيوانات بشكل كبير.

ويستغل تجار الأعلاف مادة التبن لشرائها بأسعار زهيدة خلال فترة الحصاد، حيث يصل سعر الطن الواحد إلى 500 ألف ليرة سورية، مستغلين توفر مستودعات التخزين لديهم. فيما يتردد مربو الماشية والمزارعون في تخزين التبن بسبب تكاليف التخزين العالية، إضافة إلى سعر درس التبن من قبل حصادات التبن التي تتقاضى بين 20 إلى 25 دولاراً لقاء خزان تبن سعة 600 كيلوغرام، بالإضافة إلى أسعار الأكياس التي تصل إلى 40 سنتاً أمريكياً للكيس الواحد.

من جهته، فضل المزارع أحمد العلي بيع التبن المستخرج من أرضه بشكل مباشر بعد تضمينه إلى أحد مربي الماشية، متجنباً بذلك تكاليف إضافية بعد حصاد محصوله من القمح. وأوضح العلي أنه يتطلع إلى تقليص التكاليف التي تكبدها كمصاريف لدعم محصوله من خلال بيع التبن الذي كان يذهب مجاناً خلال السنوات الماضية لمربي الماشية.

ويشير خبراء الزراعة إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف يعود إلى عدة عوامل من بينها زيادة الطلب على الأعلاف نتيجة تراجع مصادر الأعلاف الطبيعية بسبب الجفاف ونقص المياه، إضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود وتأثيره على كلفة النقل والتخزين، مما انعكس سلباً على تكاليف إنتاج وتربية الماشية في المنطقة.

ويعتبر التبن من أهم الموارد التي يعتمد عليها مربو الماشية في تغذية حيواناتهم، إذ يساعد في تقليل استهلاك الأعلاف المركزة، ويؤمن توازناً غذائياً ضرورياً للحيوانات خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المزارعون والمربون في سوريا.