لكل السوريين

نقص المازوت، وارتفاع التكاليف، وفساد الجمعيات.. أسبابٌ دفعت فلاحو السويداء للجوء إلى المحراث القديم!

السويداء ـ رشا جميل

يواجه مزارعو محافظة السويداء تحديات كثيرة في ظل النقص الكبير لمادة المازوت، وارتفاع الأسعار، ولإكمال زراعة أراضيهم لجأ معظمهم إلى المحراث القديم، أو إلى استخدام مازوت التدفئة لزراعة الأرض وحراثتها واستعاض بوسائل تقليدية للتدفئة كالاعتماد على الحطب.

والتقت مراسلتنا بمزارعين من قرية العيون بريف السويداء، والذين تتجاوز مساحة أراضيهم الزراعية 7 آلاف دونم، في حين يوزع من مادة المازوت المخصصة للأغراض الزراعية، ما يكفي لمساحة 5 آلاف دونم، ما أدى لخروج نحو ألفي دونم من أراضيهم من دائرة الزراعة، لعدم توافر مادة المازوت بالشكل الكافي لجراراتهم.

وبالرغم من أن وزير الزراعة صرح في اجتماع اجرته الوزارة لتحسين الواقع الزراعي، قائلاً: “إما ألا نزرع ونخسر كل شيء أو نزرع ونأخذ جزءاً من الإنتاج حتى نستطيع أن نؤمن السماد الفوسفاتي”، إلا أن ما يجري يناقض تصريحه تماماً، خاصةً أن المسؤولين مازالوا يدعون أن المخصصات غير كافية، الأمر الذي جعل المزارع عاجزاً عن زراعة أرضه.

من جهة أخرى، في الوقت الذي يشعر فيه الفلاحون أن مواسمهم مهددة، بسبب عدم حصولهم على مخصصاتهم من مادة المازوت، وانعدام الحلول من الجهات المعنية، تتم سرقة هذه المخصصات.

ووفقاً لـ “ال سويداء24″، إن المؤشرات تؤكد أن الفلاح في محافظة السويداء يعاني من المتسببين بحرمانه من مخصصاته من المحروقات، وليس فقط مما يدعيه المسؤولين”.

وبحسب فلاحين، فإن مخصصاتهم من المحروقات تسرق منهم بتسجيل أسماء وهمية لمزارعين، وتعود هذه الأسماء إلى مسؤولين في حزب البعث، ومتنفذين في الدولة، مما يجبرهم على شراء الوقود بالسعر الحر والبالغ 1200 ليرة لليتر الواحد، لترتفع أجرة الدونم الواحد إلى 6 آلاف ليرة، أو التوقف عن زراعة أرضهم، علماً أن أغلبهم يزرعون القمح.

الجدير بالذكر أن ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ قاموا ﺑﺮﻓﻊ ﺃﺟﻮﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ المزارعين أيضاً، ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻴﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﻣﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ، ﻭحملوا ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﺔ، والتي حسب وصفهم تقوم بتوزيع المخصصات بـ “المحسوبية”.