لكل السوريين

بالتزامن مع ذكرى احتلالها.. مهجرو رأس العين يطلقون حملة العودة بعد تطهير المنطقة من الإرهاب

الحسكة/ مجد محمد

أطلقت لجنة مهجري سري كانيه/ رأس العين، حملة بعنوان “العودة الآمنة حق مشروع”، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاحتلال منطقة رأس العين من قبل جيش الفاشية التركية ومرتزقتها، وذلك في مخيم واشو كاني الواقع في بلدة التوينة غرب الحسكة.

وعن الحملة عقدت صحيفتنا لقاء مع محمود جميل، عضو لجنة مهجري رأس العين، والذي ذكر في مقتبل حديثه قائلا: ثلاث سنوات على احتلال رأس العين، وعيون المهجرين تتطلع لعودة آمنة دون احتلال، والآن يدخل أهالي رأس العين العام الرابع، ومدينتهم محتلة مغتصبة من الدولة التركية، ويسيطر عليها ما يسمى الجيش الوطني السوري المدعوم من الاحتلال التركي.

وأضاف، فيما تستمر إلى جانب الاحتلال، انتهاكات الفصائل، وعمليات السلب والنهب والسرقة والاخفاء القسري والاستيلاء على منازل المهجرين، بالإضافة إلى توطين عوائل من مناطق سورية مختلفة ومن خارج سوريا في منازل السكان الأصليين.

ثلاث سنوات، وأهالي المدينة بكل مكوناتها من كرد وعرب والسريان الآشوريين وكلدان وإيزيديين وشيشان وشركس وتركمان وأرمن مغيبون عن مدينتهم، ومشتتين في مدن مختلفة، ومنهم من يعيش في مخيمات، نظرتهم الاولى والاخيرة هي الرغبة بالعودة الأمنة لمدينتهم، دون وجود احتلال وقوى عسكرية.

وأكمل، ليست ثلاث سنوات فحسب، بل يضاف لها سنوات النزوح الأول في ١١ تشرين الثاني ٢٠١٢ مع اجتياح فصائل ما يسمى الجيش السوري الحر للمدينة، قبل أن يعود الأهالي آنذاك لمدينتهم بعد تحريرها من الفصائل المسلحة المتمثلة بالجيش السوري الحر وجبهة النصرة وغيرها، حيث استطاع خلالها الأهالي لملمة جراح النزوح، وإعادة الحياة والاستقرار في مدينتهم، فشكلت من جديد لوحة فسيفسائية جميلة مكونة من كل أطياف المدينة، قبل أن يتم احتلالها بشكل مباشر في تاريخ ٩ تشرين الأول ٢٠١٩، من قبل الدولة التركية ومرتزقة الجيش الوطني السوري تحت شعارات وعنوانين السلام.

وأردف، وأي سلام ذاك؟ السلام الذي جلب الخراب والويلات وتدمير البنية المجتمعية للمنطقة، حيث شكل الاحتلال والتهجير، صورة مأساوية لكل مكونات المدينة، الذين فروا منها لإدراكهم وقناعتهم التامة  أن القوى القادمة ستجلب الفوضى وسيحل الخراب بدل الإعمار، والتدمير بدل البناء والخوف بدل الاستقرار، فلم يكن خيار التهجير لهم بالسهل، لكن الحفاظ على الكرامة و الأرواح والخطر من المجهول كان كافياً لاختيار الخيار المر في الابتعاد عن المدينة والعيش في الشتات والغربة.

مرت سنوات النزوح، ولم تنطفئ شموع الشوق للمدينة وأريافها، ولم ترحل المدينة عن أعين أهلها، ففي مدن التهجير التي استقر فيها أهالي رأس العين، لازال الأهالي يتبادلون حديث العودة، ينظرون بأعين بعضهم البعض نظرة ارتباط أساسها مدينتهم التي شكلت صورة في العيش المشترك والتعددية، و لم يشعروا باستقرار دائم بعيد عن مدينتهم واريافها، ويظهر هذا في ذكريات وأحاديث الأهالي، فهناك من يقف عند لوحات اسم المدينة على الطرقات باكيًا، وهناك من يعد ايام الرحيل الأخير عن المدينة، وهناك من فقد حياته من شباب وشابات ومسنين ومسنات، بسبب الضغوط النفسية التي حرمتهم من مدينتهم.

وناشد محمود جميل، المجتمع الدولي القيام بواجباته وعدم التنصل من مهامه في تحقيق السلم والامن الدوليين وحماية المدنيين، والعمل على تقويض انعدام الاستقرار في سوريا والبحث في قضية المدينة والمدن المحتلة الأخرى وأريافها وأهلها المهجرين، واتخاذ قرار مسؤول يعيد للأهالي حقهم في العودة الآمنة، دون وجود قوى عسكرية أو احتلال، فإيجاد حل لمسألة رأس العين والمدن المحتلة الاخرى وأبعاد الدولة التركية عن الملف السوري تعتبر بمثابة بداية مرحلة السلام في سوريا وتهيئة الأجواء لبناء الثقة بين السوريين.

وأكد العضو في لجنة مهجري سري كآنيه على ضرورة دعم حق السكان الأصليين في العودة لأرضهم وارزاقهم، وتقويض خطة تغيير الهندسة الديموغرافية التي تقوم بها تركيا في اغتصابها لأراضي المدينة وجلب مستوطنين من الداخل والخارج.

واختتم بذكر إحصائيات موثقة لمدينة رأس العين خلال سيطرة المحتل التركي عليها، حيث وثقت الاعتقالات ٥١١ اعتقال و٦٨ امرأة، واكثر من ١٢ حالة اغتصاب قاصرات وقاصرين، و١٨٥ اخفاء شخص قسرا، وترحيل وحالات تعذيب ٥ منهم قضوا تحت التعذيب، محتجزين ٤٨ شخص، عدد الكرد الباقين ٤٤ شخص، نسبة مكون العربي الاصليين في المنطقة تحت ١٢ %، والإيزيديين ٣ إلى ٤ أشخاص، مكون مسيحي ٩ أشخاص، بالإضافة إلى المكون الشيشاني.

وكذلك مقتل ٥٦ مدني و١١ شخص تصفية ميدانية، وأكثر من ٨٥ % لم يعود إلى منازلهم من مهجرين، وأيضا توطين ٥٥ عائلة داعشية من جنسية عراقية في منازل، وتغيير معالم القرى ٩٥%، وتحويل مساحة أراضي زراعية إلى مقرات ومشاريع استيطانية، وتجريف ٣ قرى بشكل نسبي وقرية بالكامل عين حصان وتحويل ١٠ قرى إلى مقرات بعد طرد المدنيين.