اللاذقية/ يوسف علي
في مشهد غير مألوف ومثير للجدل، شهد مدينة اللاذقية صباح الخميس مسيراً أمنياً مفاجئاً لقوات “إدارة الأمن العام” التابعة لسلطة دمشق على طول الكورنيش الغربي، ما تسبب بحالة من الذعر بين السكان وتساؤلات واسعة حول دوافع الحدث وتوقيته، خاصة في ظل مخالفته لقرارات رسمية صادرة حديثاً.
وبحسب شهود عيان، انطلق المسير عند الساعة السابعة صباحاً، مترافقاً مع استخدام مكثف لأبواق السيارات وانتشار لافت للعناصر الأمنية، بينهم عدد كبير من العناصر الملثمين، في مخالفة واضحة لقرار صادر منذ أيام عن مديرية أمن اللاذقية بمنع تغطية الوجوه أثناء المهام الرسمية.
وأثار التحرك الأمني المبكر استياء السكان، خاصة في أحياء البطرني، الرمل الشمالي، حي السجن ودوار العلبي، حيث اشتكى السكان من الإزعاج الشديد الذي أرعب الأطفال وقطع سبل التنقل في ساعات الذروة الصباحية. كما أدى تحويل مسار الكورنيش – الذي يُعد من أبرز المتنزهات البحرية في المدينة – إلى طرق فرعية، إلى تعطل الحركة المرورية وتعقيد تنقل السكان والموظفين.
ورغم عدم صدور أي توضيح رسمي عن الجهات الأمنية بشأن الهدف من هذا المسير، اعتبره مراقبون بمثابة رسالة تحذيرية في ظل تصاعد التوتر الأمني مؤخراً، لاسيما بعد الاشتباكات التي شهدها ريف اللاذقية وفرض حظر تجوال في بعض المناطق. في المقابل، قلل آخرون من أهمية الحدث، واعتبروه مجرد عرض روتيني للقوة، لكنهم انتقدوا توقيته وطريقته.
وصدرت دعوات متزايدة عن نشطاء وأوساط أهلية لفتح تحقيق شفاف حول مخالفة قرار منع اللثام، إضافة إلى المطالبة بعدم تكرار مثل هذه الفعاليات الأمنية دون تنسيق أو إشعار مسبق، مع التشديد على احترام القوانين المحلية ومراعاة الأوضاع المعيشية المتدهورة في المدينة.
ويبقى المسير الأمني، رغم غموض غايته، محط جدل شعبي وإعلامي، وسط ترقب السكان لأي توضيح رسمي يفسر الحدث ويضمن عدم تكراره بنفس الأسلوب الذي زعزع هدوء المدينة.