لكل السوريين

الإدارة الذاتية تحت المجهر

الوضع الاقتصادي المتردي، والذي أصبح الشبح الذي يهدد دول العالم بعد جائحة فايروس كورونا ومحاولة العالم أجمع التخفيف من أعباء هذا الفايروس على كل من قطاعي الصحة والاقتصاد، وهذا التخفيف لابد أن يكون عبر دراسات منطقية تتناسب مع واقع كل دولة وفق المعطيات والبيانات الخاصة بها.

والجدير بالذكر بأننا في الإدارة الذاتية رغم أنه لا وجود للفايروس لكننا في مأزق اقتصادي، وهذه الإدارة الحديثة الوجود هي مطالبة بإعادة إعمار المدن المدمرة، وتقديم الخدمات للأهالي، وتحسين الواقع الاقتصادي، والحفاظ على الأمن الغذائي والحفاظ على الصحة العامة من التدهور.

وكذلك هي مطالبة بالحراك السياسي والعسكري للحفاظ على تواجدها كحل مثالي للقضية السورية، وهذا جعلها تحت المجهر بالنسبة للذين يرون فيها النجاح، وهي قادرة على تجاوز مثل هذه المحن كونها أثبتت للعالم أجمع قدرتها على إدارة الأزمات بمشروعها أخوة الشعوب.

وكذلك هي تحت المجهر للمترصدين الذين يشيرون إلى الأخطاء ليس من باب النقد، وإنما من التشهير والتفشيل، فهل سوف تستطيع الإدارة الذاتية التعامل مع هذه المعطيات الجديدة؟، وماهي الخطوات الأولى التي خطتها كحلول سريعة في مناطق شمال شرق سوريا؟.

لعل أبرز هذه الخطوات مضاعفة رواتب العاملين في الإدارة الذاتية إلى 150 بالمئة، وكذلك دعمها للقطاع الزراعي عبر تسعير القمح بـ 17 سنتا من الدولار الأمريكي، وهذا سوف يؤدي إلى توفر الأموال في السوق والناتج سينتفع منه باقي المواطنين والحرفيين والصناعيين.

ولكن هذه النتائج لن تظهر إلا بعد مضي ثلاثة أشهر تقريبا على سير هذا القرار، كما نلاحظ توجه الإدارة الذاتية إلى دعم المشاريع التي من شأنها أن تؤمن الاكتفاء الذاتي كمشاريع تجفيف الصفراء، وكذلك بحثها عن توفير مصانع للزيوت ومحالج للقطن، ورؤيتها في تطوير نوعية المحاصيل الزراعية، وكذلك دعم المشاريع الزراعية.

وقد لاحظنا مؤخرا تقديم عدة بيانات للرأي العالمي لمطالبة تركيا بمخصصنا من نهر الفرات كمياه إقليمية، ومحاولة إفشال مخططات الدولة التركية بالاستيلاء على مياه نهر الفرات بالكامل، مما يعني تدني المستوى الإنتاج الزراعي في مناطقنا، وضرب الاقتصاد المحلي.

والسؤال هنا هل سوف تستطيع الإدارة الذاتية الصمود في حال غزت جائحة كورونا مناطقنا؟، وهل ستنجح خططها الزراعية ودعمها للقطاع الزراعي في حال استمرار الدولة التركية بمخططاتها بالاستيلاء على مياه نهر الفرات العظيم؟، وهل هذين البندين هما ضمن الدراسة الاستراتيجية لاستمرارية نجاح الميزان الاقتصادي في الإدارة الذاتية؟.

ولكن الأهم من كل ما ذكرت هل الإدارة الذاتية استطاعت أن توضح الصورة للأهالي بحيث يعتبرون أنفسهم مسؤولين وشركاء مع هذه الإدارة لتجاوز الصعوبات التي قد تطرأ على مناطقنا، وفي حال نجحت في دمج المجتمع مع الإدارة في تحمل المسؤولية فجميعنا على يقين بأن مركب مناطق شمال شرق سوريا سيصل بسلامة إلى مبتغاه الأخير.