لكل السوريين

الغنّامة: منذ 4 أعوام نتواجد في شمال وشرق سوريا، والسبب الاستقرار الأمني والمراعي المتوفرة

الحسكة ـ تعتبر الأراضي الزراعية المحصودة أو غير المزروعة في شمال شرق سوريا المقصد الرئيس لأصحاب الأغنام، قياسا بالاستقرار الذي تنعم به مناطق شمال شرق سوريا، على الرغم من محاولات القضاء عليه من قبل أطراف طامعة بخيرات البلاد.

وتأثر أصحاب الأغنام ’’الغنامة’’ بالحرب التي تشهدها سوريا منذ بداية العقد الثاني من العام الحالي، من حيث تقلص مناطق الترحال التي كانوا يقصدونها، إما بسبب الحالة الأمنية في مناطق أخرى من سوريا أو خوفا من ضرائب كبيرة قد تفرض عليهم لقاء دخولهم إلى تلك المناطق.

أبو خالد العموري، من سكان منطقة تدمر بريف حمص الشرقي، يقطن حاليا في ريف الحسكة، ويتنقل بين الأراضي الزراعية بحثا عن مرعى لأغنامه.

واعتاد أبو خالد أن يتنقل في أماكن سورية مختلفة، إلى أن حط به الرحال في ريف الحسكة، والآن لا يستطيع مغادرة شمال وشرق سوريا لعدة أسباب أهمها خوفا على أغنامه من النهب، وخوفا على أبنائه من الخطف.

وقال العمور “مهنتنا الأساسية هي تربية الأغنام، وأملك أكثر من 700 رأس من الأغنام، ولا نرتبط بمكان معين، حيثما وجد مرعى وماء لأغنامنا نخيم”.

وأضاف “جئنا إلى الحسكة منذ بداية الحصاد، حيث أن الحسكة تعد أكثر المحافظات السورية امتلاكا للأراضي المزروعة بالقمح، وسنبقى هنا حتى منتصف الشهر التاسع، بعدها سنرحل إلى الرقة لنرعى القطن، بعد أن يكون موسمه قد انتهى”.

وقد يعمد بعض “الغنامة” إلى استئجار مساحات من الأراضي المزروعة بالشعير أو القمح أو غيرها عقب حصادها مباشرة، فيطلقون مواشيهم في تلك الحقول المحصودة والتي تعرف محلياً باسم “الفراز”.

وتتراوح أسعار “ضمان الدونم الواحد من الفراز للرعي” في أرياف الحسكة بين خمسة وعشرة آلاف ليرة لكل دونم واحد، بحسب أصحاب غنم متنقلين.

وأكد أبو خالد أن السبب الرئيس لقدومه صوب مناطق شمال وشرق سوريا هو الوضع الأمني الذي وصفه بالممتاز قياسا بمناطق أخرى من سوريا.

ولفت إلى أنه يقوم بإيفاء أجار الضمان من خلال بيعه لحليب الأغنام ومشتقاته، حيث يقول “أغنامنا تؤمن طعامنا وطعامها هي، لا نخسر عليها شيء سوى عدم استقرارنا في مكان معين، وهذه مهنة اعتدنا عليها”.

هليل الذعار، من عقيربات بريف حماة الشمالي، قال “جئنا إلى المناطق الشمالية نظرا لكثرة الأراضي المزروعة بالقمح، وأسعارها مناسبة جدا، كما وأننا لا نواجه مشكلة مع المياه، حيث أننا نملك صهاريجا نجلب بها الماء لأغنامنا”.

الصعوبة الوحيدة التي تواجههم بحسبه، هي عدم استقرارهم في مكان معين، مما يصعب عليهم شراء كميات كبيرة من العلف، “العلف والشعير متوفران بكثرة وبأسعار مناسبة، ولكن يصعب عليهم شراء الشعير بكيمات كبيرة، بسبب عدم القدرة على التخزين في ظل التنقّل المستمر”.