لكل السوريين

الصناعات الخيزرانية.. حرفة الساحل السوري التي تحول هاوية الاندثار

السوري/ اللاذقية ـ طرطوس ـ اشتهرت مدن الساحل على مدى عقود، بورشات حرفية عالية المستوى لصناعة منتجات من الخيزران، وللخيزران عدة أنواع، لكن لكل أنواع جذوع شبه خشبية، حيث أن عالم الإبداع الحرفي في مجال الخيزران يبدأ ولا ينتهي وكل منتجاته تلقى الإعجاب والتقدير من جميع الناس.

ومرت حرفة صناعة الخيزران في مدن الساحل بفترة ذهبية، مع أنها لم تصنف رسمياً في اتحاد الصناعات الحرفية، لأنه لم يتم اعتماد الخيزران هل هو خشب أو نبات قصبي له جذوع خشبية؟، فقد كان هنالك عشرات الورش المهتمة بمشغولات الخيزران لتصبح اليوم عشر ورشات على الأكثر.

كانت كل مستلزمات هذه الصناعة مؤمنة وبكثرة غلائها لأنها كانت مستوردة واليوم الواقع مختلف تماماً، فالاستيراد متوقّف منذ بداية الأزمة، وهذه الحرفة الرائعة في تدهور لم يحصل له شبيه حتى الطلب على قطع الخيزران تراجعت جداً لأنّ الأسعار غالية جداً بل مخيفة.

فمثلاً سعر كرسي الخيزران الهزّار (130) ألف، والكرسي العادي (75) ألف وطرّاحة الجلوس عليه بـ (15) ألف أما أسعار الأطقم المنزلية صارت بالملايين.

من المؤكد أنّ حرفة مصنوعات الخيزران على شفير الهاوية، أو بمعنى أدق هي بحالة احتضار بسبب إصرار البعض من حرفييها والتجار على العمل بما لديهم من مواد كانوا قد استوردوها في السابق قبل وقف الاستيراد إغلاق الحدود.

فحرفة أو شغل الخيزران هو فن تقليدي حرفي قديم، له عالمه وإبداعاته وله استخداماته الحياتية الضرورية حتى وإن كانت حصراً بالمقتدرين مادياً إلا أنها تدرُّ ربحاً على الحرفيين الذين يعملون بها، وهي مصدر رزق لهم، وهي صناعات حرفية تنبض بالحياة لأنّ القطع الناتجة في حد ذاتها أعمال فنية متفردة عن كثير من الصناعات الحرفية التي تشتهر بها مدن الساحل.

وحتى الآن لا يوجد أية قوانين جديدة تسمح باستيراد هذه المواد الأولية اللازمة لهذه الصناعة اليدوية والحرفية الإبداعية التي هي بمرحلة الموت السريري وقد يكون من المحزن جداً أن تتدمر وتموت حرفة جميلة في حين قد يكون من الممكن إنعاشها وإحياؤها من جديد.