لكل السوريين

“الرثامية”.. هوية تراثية لنساء الرقة تواجه الاندثار

الرقة/ مطيعة الحبيب 

اعتادت النساء الرقة قديما على الوشم على أماكن معينة في وجوههن، معتبرات تلك الوشوم أنها إحدى علامات الزينة والجمال، حتى باتت الآن ثقافة قديمة، قد تندثر في الأجيال الحالية.

صحيفة السوري، أجرت لقاءً مع إحدى نساء مدينة الرقة، تدعى أم جمعة، إحدى النساء اللواتي تزينت في مطلع شبابها بالرثامية أو الوشم كما يسمى عند البعض.

وقالت أم جمعة “نحن كمجتمع شرقي نتمسك بعاداتنا وتراثنا كما حرصت الأمهات والجدات قديما على اتباعها، لأننا نعتبره مصدر لجمال لكل امرأة رقية”.

وتضيف صاحبة الـ 75 عاما “كانت الفتاة قديما عندما تبدأ بسن النضوج تقوم بالدك أو الوشم على يدها أو تحت فمها، كنا نجتمع في بيت واحد عند مجيء ما يسمون (الغجر)، وهم الأشخاص المختصون برسم الوشوم والنقوش، كانوا يستخدمون 5 إبر مدببة الرأس ومادة تسمى الغنج، التي من خلالها يرسمون النقشة التي تريدها الفتيات”.

وتشير بقولها “هناك عدة تسميات للوشوم، منها بطن الحية والهلالي والسيالات التي تنقش على الصدر والحجول التي يتم نقشها على القدمين، حيث هناك مقول تقال إلى الفتاة التي تنقش على قدميها نقشة الحجول (شيلي شليل الزبون ليبينن دك الحجول)”.

وتردف “من أشهر نقشات الدك هي التي تنقش على يد الفتاة التي تقدم ابن عمها لزواجها، وتسمى النقشة وسادة ابن العم التي ترمز لحبها والقبول به كزوج”.

وتوضح “إضافة إلى أنواع الزينة؛ كنا نستخدم الكحل العربي الذي نقوم نحن بصناعته بعد شرائه من أسواق المدينة، نقوم بطبخه على النار بإضافة السمن البلدي، وطحنه وتعبئته في علب صغيرة دون وضع مواد حافظة أو غيرها من المواد التجميلية التي تستخدم في وقتنا الحالي، نستخدم الكحل العرب في الزينة لرسم العين والحواجب”.

وتختتم بالقول “اليوم مع مرور الزمن وتطور المجتمع لا زالت ظاهرة الرثامية متداولة، ولكن بطريقة حديثة تختلف جذريا عن سابقها، لم تعد الفتيات ترغبن باتباع العادات القديمة، بل أصبحت تلاحق الشيء الأحدث والأسهل”.