لكل السوريين

مزارعو زيتون في مصياف تسرعوا بالقطاف، ما السبب؟

حماة/ جمانة خالد

اجتاح الندم مزارعي الزيتون في مصياف بعد قطافهم المبكر لمحاصيلهم، وأسفر الجني المبكر لتراجع إنتاجية الزيت في محاصيلهم.

وبدأ مزارعو مصياف بجني محصول الزيتون في وقت مبكر هذا العام لعدة أسباب، ما قد يؤثر على كميات زيت الزيتون التي يستخرجونها من محاصيلهم.

وسابقًا كان المزارعون يباشرون القطاف في شهر تشرين الأول، وبيعه كزيتون للمائدة، وفي تشرين الثاني تبدأ مرحلة الجني للعصر، ولكن هذا العام بكّر مزارعو مصياف عملية الجني، لأسباب تتعلق بسعيهم للحصول على مردود مالي يعينهم على مصاعب الحياة الاقتصادية، يضاف إلى ذلك ضمور المحصول عند البعض جراء نقص مياه الري، فضلًا عن تعرض بعض المحاصيل للسرقة.

علي محمد (55 عامًا) يمتلك مزرعة زيتون بمساحة خمسة دونمات، إنه رغم قناعته أن موسم الزيتون سيكون أكثر نضوجًا ووزنًا في موعد حصاده، فإن الضائقة المالية التي يعانيها، وحاجته إلى المال لمستلزمات مستحقة، منها تجهيز أبنائه للمدرسة، وصناعة المؤونة، وغيرها من المتطلبات، دفعته لجني المحصول مبكرًا لبيعه.

باع علي كيلو الزيتون في السوق المحلية بسعر 2500 ليرة من صنف “استنبولي”، و3500 ليرة للكيلو الواحد من صنف “أبو شوكة”.

وأكد المزارع أن إنتاجية الموسم تكون أفضل في موعد حصاده المعتاد، وأن جنيه بهذا التوقيت يؤثر على كميات زيت الزيتون هذا العام.

وجد المزارع حسن (45 عامًا) جني المحصول حاليًا أفضل من جنيه بعد فترة، لعدم قدرته على سقاية محصوله صيفًا، وذلك بعد جفاف الينابيع العذبة و الآبار في ريف مصياف.

وأضاف حسن، الذي يمتلك عشرة دونمات مزروعة بالزيتون، أنه قرر جني محصوله، لأن الثمرة بدأت تتعرض للضمور، لقلة مياه الري.

وكان لدى حسن بئر تعمل على الطاقة الشمسية، إلا أنها جفت مطلع هذا الصيف، فتوقف عن سقاية محصوله، كما أسهم انتشار الآبار العشوائية في جفاف الينابيع، وهي المصدر الرئيس، سابقًا، لمياه الشرب والري معًا.

دفع غلاء أسعار مبيع الزيتون في الأسواق المحلية بعض اللصوص لسرقة المحاصيل وبيعها.

محمد (36 عامًا) من سكان ريف مصياف، يمتلك عشرة دونمات من محصول الزيتون، إن جزءًا من محصوله تعرض للسرقة أكثر من مرة، ما تسبب بخسارته، ودفعه لجني المحصول مبكرًا لتفادي المزيد من الخسارة.

ولحماية المحصول من السرقة عدة حلول، لكن المزارع محمد اعتبرها مكلفة، إذ يحتاج توظيف ناطور إلى أجرة تصل لنحو 300 ألف ليرة سورية شهريًا.

وفي وقت سابق، كشفت مديرة مكتب الزيتون بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في حماة، المهندسة عبير جوهر، أن توقعات إنتاج الزيتون بحماة تقدر بـ 78 ألف طن من الزيتون؛ 70 ألف طن منها ضمن الأراضي الواقعة تحت إشراف مديرية زراعة حماة، و8 آلاف طن في منطقة الغاب.

وتقدّر المساحات المزروعة بالزيتون في سوريا بنحو 696 ألفاً و363 هكتاراً، أي 12 بالمئة من الأراضي الزراعية، في حين يبلغ عدد الأشجار الكلي نحو 103 ملايين و956 ألف شجرة، المثمر منها نحو 92 مليوناً و525 ألف شجرة، وغير المثمر 11 مليوناً و431 ألفاً و8 شجرات، بحسب وزارة الزراعة.