لكل السوريين

السويداء.. اشتباكات دامية وهدوء قلق

يسود هدوء حذر ريف السويداء الجنوبي المجاور لبصرى الشام بمحافظة درعا بعد الأحداث الدامية التي شهدتها بلدة القريّا مؤخراً، ومازالت المنطقة تشهد انتشار المسلحين المحليين في البلدة والقرى المجاورة تحسباً لأي عملية محتملة قد تحدث في ظل التوتر القائم رغم الجهود المكثفة التي بذلتها المرجعيات الاجتماعية والدينية لاحتواء الموقف، ووقف التصعيد، والحيلولة دون تحوله إلى فتنة بين المحافظة وجارتها درعا.

عصابات الخطف تفجّر الأحداث بدأت الأحداث بخطف مواطنين من ريف درعا قرب بلدة القريّا طمعاً بالفدية المالية، فتوجهت مجموعة من الفصائل المحلية في القريا إلى وكر متزعم العصابة التي قامت بالخطف لاعتقاله وتحرير المخطوفين، فقام بتفجير نفسه، وقُتل بالتفجير واحد من الفصائل المهاجمة، وأصيب آخرون.

وفي هذا الوقت تسلل مسلحون من جهة بصرى الشام باتجاه أراضي القريّا، وأطلقوا النار على سيارة تقل ثلاثة مدنيين من أبناء القريّا، بعدما حاولوا خطفهم، مما أدى لمقتل مواطن وإصابة اثنين بجروح. فانطلق مسلحون من بلدة القريّا للبحث عن المسلحين، ووقعوا في كمين نصبه لهم عناصر “الفيلق الخامس” الذي يتزعمه أحمد العودة في بصرى الشام، وحدثت اشتباكات أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص من بلدة القريّا، وإصابة ستة أخرين بجروح، وأسر عدة أشخاص، فيما قُتل عنصر واحد من الفيلق الخامس وأصيب أخرون.

وسارعت شخصيات دينية وسياسية ورسمية ومجموعة من أهالي البلدة إلى عقد اجتماع بمضافة قائد الثورة السورية الكبرى المرحوم سلطان الأطرش بالقريّا، لاحتواء الموقف والعمل على عدم تصعيده، وكلفوا وساطة روسية بتهدئة الأوضاع وإعادة الأسرى.

وبعد الاجتماع بوقت قصير أرسل “الفيلق الخامس” صور جثامين هؤلاء الأسرى إلى السلطات السورية، وتضاربت المعلومات حول قتلهم في المعركة، أو تصفيتهم بعد أسرهم، مما أعاد حالة التوتر وتوافد مئات المقاتلين من فصائل السويداء المحلية إلى بلدة القريّا، إلّا أن تدخل العقلاء من السويداء ودرعا حال دون المواجهة، ومنع وقوع مجزرة.

 العصابات تعزز الفلتان الأمني.. وتستغلّه

منذ عدة سنوات تنشط العصابات في محافظتي درعا والسويداء، وترتبط بعلاقات متبادلة في المحافظتين، كما تتواجد بعض الفصائل المحلية التي تدعي حماية الأهالي، لكنها تقوم بعمليات الخطف وتعزيز حالة الفلتان الأمني واستغلالها للقيام بالمزيد من الخطف والمتاجرة بالمخطوفين مقابل المال، ولا تجد أي رادع من قبل السلطات المعنية بالحفاظ على الأمن وهو ما شجعها على الاستمرار بجرائمها دون قلق أو خوف.

جهود للتهدئة يذكر أنه جرت محاولات عديدة خلال السنوات الماضية لافتعال فتنة بين محافظتي درعا والسويداء ودفعهما للاقتتال المناطقي والعشائري، لكن العقلاء في المحافظتين أحبطوا كل تلك المحاولات انطلاقاً من وحدة العيش والمصير المشترك الذي يربط أبناء المحافظتين الجارتين. وتجددت هذه المحاولات لتطويق الأزمة الحالية، والحد من حالة التوتر التي تساهم العصابات بتصعيدها، لتبقى الأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات.

تقرير/ لطفي توفيق