يوسف علي
دخلت حرائق غابات ريف اللاذقية يومها الثامن على التوالي، وسط جهود مضنية تبذلها فرق الإطفاء المحلية والدولية لاحتواء النيران التي ما زالت تهدد محمية “الفرنلق” الطبيعية في الريف الشمالي.
وتواجه عمليات السيطرة تحديات كبيرة نتيجة الرياح العاتية وارتفاع درجات الحرارة، ما أدى إلى إعادة اشتعال بؤر كانت قد أُخمدت بنسبة 90 بالمئة في وقت سابق.
ووفقاً لتصريحات الدفاع المدني السوري، فإن الفرق تواجه صعوبات بالغة بسبب التضاريس الوعرة وانتشار حقول الألغام التي تعود لحقبة النظام السابق، والتي تعرقل الوصول إلى البؤر المشتعلة في مناطق قسطل معاف وبركة وكارن كول.
وشاركت في عمليات الإخماد 16 طائرة إطفاء من دول أوروبية وعربية، انطلقت من قواعد جوية في كل من قبرص ولبنان والأردن وتركيا. وأكدت وزارة الطوارئ السورية أن الطائرات التركية والأردنية نفذت ما مجموعه 1400 ساعة عمل جوي خلال الأيام الماضية، فيما زوّد لبنان المهمة بطائرتي إطفاء.
كما أعلن وزير الطوارئ رائد الصالح في الحكومة السورية المؤقتة عن تشكيل “غرفة عمليات ميدانية مشتركة” بالتعاون مع منظمات إغاثية، بهدف تنسيق الدعم اللوجستي وتلبية الاحتياجات العاجلة، وأشار إلى أن محافظة اللاذقية سجلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية ما مجموعه 441 حريقاً، وهو الرقم الأعلى بين جميع المحافظات السورية.
وفي أحدث التصريحات، رجّح عبد الكافي كيال، مدير الدفاع المدني في الساحل السوري، “السيطرة الكاملة على الحرائق خلال الساعات القادمة، والبدء بعمليات التبريد الشامل”، موضحاً أن البؤر المشتعلة تم تقليصها بشكل كبير. كما كشف عن تضرر أكثر من 10 آلاف هكتار من الغابات، إضافة إلى إصابة 8 من عناصر فرق الإطفاء خلال محاولاتهم المتواصلة لإخماد النيران.
من جهتها، أعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات عن تشكيل غرفة طوارئ لتقديم الدعم العاجل للنازحين والمتضررين من الحرائق، معربة عن قلقها الشديد من تداعيات الكارثة على الثروة الحراجية النادرة في البلاد.
وفي الوقت ذاته، حذّر الدفاع المدني من أن استمرار الظروف المناخية الحالية قد يتسبب في إعادة اشتعال الحرائق في أي وقت، داعياً المجتمع الدولي إلى “توفير معدات متخصصة للتعامل مع حقول الألغام المميتة” التي تعيق الوصول إلى المواقع المتضررة.
كما كشف الدفاع المدني عن خطط لإنشاء “خطوط نار” وطرق إمداد جديدة في غابات جبل التركمان لمنع امتداد النيران، مؤكداً أن التركيز ينصب حالياً على حماية محمية “الفرنلق” التي تُعد إرثاً طبيعياً نادراً لا يُعوّض.
وتعهّدت فرق الإطفاء بمواصلة العمل على مدار الساعة حتى يتم إخماد آخر بؤرة مشتعلة، في وقت يتزايد فيه الضغط الشعبي والدولي لإنقاذ ما تبقى من الغابات وحماية التنوع البيئي في المنطقة.