لكل السوريين

العديد منهن زوّجن بمرتزقة.. زواج القاصرات في إدلب يتفاقم والدافع الوضع الاقتصادي

السوري/ إدلب ـ لم يكن زواج القاصرات ليتمدد بهذا الشكل لولا رداءة الوضع المادي الذي أصبح هوس كل عائلة، فبمجرد بلوغ الفتاة سن الثانية عشرة من عمرها تبدأ الأم بالبحث لها عن عريس، وفي إدلب الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام باتت هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير، حتى باتت معظم العائلات تزوج بناتها لمرتزقة وبعضهم أجانب، وذلك بسبب المهر الكبير.

80% من سكان إدلب هم تحت خط الفقر، وضع يتصف بالأخطر من حيث الكثافة السكانية وانعدام سبل تأمين أي مصدر دخل مادي، فالوضع الاقتصادي منهار تماما والسبب يعود أولا وآخرا إلى فرض التعامل بالليرة التركية وما نتج عنه من سلبيات زادت من حدة الفقر بدل حل المشكلة.

ثلاثة مليون نسمة يعيشون في إدلب، وأكثر من ثلثهم يقبع في المخيمات على الحدود التركية السورية، بعض العائلات في المخيمات زوجت فتياتها بعمر صغير جدا خشية من تعرضهن لابتزاز جنسي من قبل مديرو المخيمات أو القائمون على توزيع المعونات القليلة.

هدى المحمد، باحثة في الشؤون الاجتماعية، تحدثت لصحيفتنا حول معدل ارتفاع زواج القاصرات في إدلب، فقالت “الوضع المادي هو السبب الرئيس في ذلك، فبنظر العائلات ما إن أصبحت الفتاة بعمر الثانية عشرة فقد أصبحت جاهزة للزواج، ولا سيما العائلات الفقيرة”.

وتضيف “السبب الثاني هو تفكك النسيج الاجتماعي بسبب تشتت الأقارب في المخيمات أو خارج البلاد، وهجرة العديد من الشبان خارج البلاد، حيث أن الوضع المادي دفعهم لذلك”.

أم عمر، نازحة من ريف حماة الشرقي، زوجت ابنتها بسن الثالثة عشرة من عمرها، تقول “عندي سبع بنات، وزوجي معاق نتيجة إصابة بقصف قديم طال قريتنا، ولا يوجد أي دخل مادي، نحن فقراء، حتى أنني زوجت إحدى بناتي لرجل متزوج، حيث أن حالته المادية الجيدة هي من دفعتني وابنتي للقبول بذلك”.

وفي زيارة لمراسلنا لأحد المخيمات في إدلب، وجد عدد كبير من المطلقات من هن في سن الـ 15 أو 16، وجميعهن ذكرن السبب هو تزويجهن في سن صغير، ولم يستطعن التفاهم مع أزواجهن الذين يكبرونهن بـ ضعفي أعمارهن.

فاديا، مطلقة تقيم في أحد مخيمات إدلب، تقول لمراسلنا “أجبرني أبي على الزواج وأنا في الـ 14 من عمري، وكان زوجي عمره 44 عاما، وبعد زواجي بـ 4 أشهر وإذ بزوجي يذهب للقتال في ليبيا مع القوات التركية، الأمر الذي خلق خلافا بيني وبينه وبالتالي حدث الطلاق”.