لكل السوريين

كان العمل شاق.. “معمرات” يتحدثن لصحيفتنا عن عملهن في الطواحين المائية

السوري/ طرطوس ـ استذكرت معمرات من ريف طرطوس ذكراهن مع طواحين الماء، وذلك بعد أن أضحت هذه الظاهرة التي تعد من أصل التراث السوري دفينة العصر الحالي.

وطواحين الماء هي عبارة عن بناء بسيط تخزن فيه منتجات القمح والشعير سابقا، ويتم طحنها فيه، حيث أنه لم يكن هنالك صوامع حبوب في فترات الزمان الغابر، بحسب ما روته معمرة من بانياس بريف طرطوس لمراسلتنا.

أم ياسين، معمرة تبلغ من العمر 96 عاما، قالت “هي بناء على نمط بيت ريفي مع فوارق بسيطة، في داخل الطاحونة توجد فسحة مرتفعة عن الماء، نصنعها من مواد بسيطة هي حجر وخشب وتراب وماء، نستخدمها سابقا لإيواء أكياس الحبوب في فصل الشتاء”.

وتضيف “تعتمد الطاحونة على الماء الذي يعد العنصر الهام في العمل، حيث يتم العمل عليه كأنه ميكانيكي، ودائما تبنى طواحين الماء على ضفة نهر أو نبع، ويجب أن يكون الماء المتدفق غزيرا، ويوجد حفرة مسقوفة في أسفل الطاحونة تسمى الجب، وهي تستخدم في مدخل السكر لتخليصه المياه من الأعشاب والأتربة، وهناك أيضا مدفأة في أحد الجدران للتدفئة، ومقاعد للجلوس ورفوف خشبية”.

خالدية، معمرة أخرى من الريف الساحلي، تقول “لم تكن أجور الطحن نقدا ولا طحين، بل هي قدرا معينا من الحبوب يتناسب مع وزن الكيس المراد طحنه، كنا نعمل بشكل شاق، ليلا ونهارا، بسبب الحاجة، وكان الفلاحون يتوافدون إلى الطاحونة من كل القرى، وكانوا ينامون أمام الطاحونة حتى الصباح”.

وتشير إلى أن أعطال الطاحونة كانت قليلة بسبب آلية عملها التي كانت بسيطة، وكان بعض الرجال يقومون بالمساعدة لصب الحبوب في الدلو، وتعبئة الطحين وتحميله على ظهور الدواب.

تقرير/ ا ـ ن