لكل السوريين

“فرن الدراويش”.. نساء نازحات يواجهن مصاعب الحياة

السوري/ تل تمر- بعد هجران الديار والمعاناة من ويلات النزوح الذي عانى منه أهالي ناحية رأس العين نتيجة احتلالها من الاستعمار التركي صعبت الحياة بجبروتها على أهالي الناحية بعد تهجيرهم وتفرقهم للعيش في أماكن متعددة، فكان لا بد من مواصلة العمل الجاد للعيش بحياة رغيدة نوعا ما، ولم يقتصر العمل على الرجال فقط بل قامت بعض النسوة بممارسة العديد من الأعمال أيضاً.

وهذا ما قامن به أربع نسوة نازحات من رأس العين المحتلة إلى ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، فقامن منذ ثمانية أشهر بافتتاح فرن لخبز الصاج التنور تمت تسميته (فرن الدراويش) بدعم من لجنة الاقتصاد في مجلس الناحية، وذلك لمواجهة الظروف القاسية التي تدهورت جراء النزوح.

وفي هذا الخصوص ذكرت لنا إحدى العاملات في الفرن إن “السبب الذي دفعنا لافتتاح الفرن هو إننا لسنا من ذوات الشهادات، ولا يوجد عمل نتقنه سوى انتاج الخبز والأعمال المنزلية”، مضيفة “أنا أم لأربعة أ,لاد، وعمل زوجي لا يكفي للمعيشة، فاغتنمت الفرصة وباشرت بالعمل”.

وأكملت “ورثت صناعة خبز التنور والصاج بإتقان كما مثيلاتي من العاملات من أمي، لأن الحياة تطلبت مننا تلبية احتياجات عائلاتنا في حال عدم توفر الخبز في الأفران، ولكن الآن فتحت أمامي هذه المهارة مصدر كسب للرزق بعد النزوح”.

وأردفت “رغم البيئة المحافظة التي ننتمي لها أنا وزميلاتي في العمل والتي تعرقل عمل النساء بشكل عام في العادة، إلا إننا نُصِر على إتمام مشروعنا ونجاحنا به، فالهدف الذي جمعنا نحن كعاملات في الفرن هو أكبر بكثير من نظرة المجتمع لنا، فإدارة شؤون عائلاتنا أهم بكثير من مد أيادينا لأحد”.

واختتمت “نبيع بسعر زهيد ونرسل ٥٪ من الأرباح بشكل شهري للجنة الاقتصاد والتي بدورها تخصصه لدعم مشاريع أخرى، والفرن يبيع الخبز للأهالي فقط من دون تعاقد مع المطاعم وغيرها، ونطمح لافتتاح محل فطائر في المستقبل القريب”.