لكل السوريين

بعد سنة على رحيل أميني.. الاحتجاجات مستمرة ونظام الملالي مستمر بقمعها

قبل أسبوعين من الذكرى السنوية الأولى لوفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة المفروضة في إيران، كثفت الشرطة الإيرانية حملة توقيف نشطاء وشخصيات عامة وأقارب أشخاص قتلوا على أيدي قوات الأمن، خشية تجدد الاحتجاجات في الذكرى الأولى لوفاة أميني.

وأكدت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها في النرويج، أن 486 شخصاً قد أعدموا في إيران هذا العام لبث الخوف في المجتمع ومنع اندلاع احتجاجات جديدة.

وفي ذكرى مرور عام على وفاة مهسا أميني وزعت منشورات ورقية في شوارع طهران تدعو للخروج إلى الشوارع في احتجاجات جديدة، بعد تضييق السلطات على وسائل الاتصالات وتعطيل الانترنت.

وكانت وفاة الشابة الكردية الإيرانية البالغة 22 عاماً، قد أدت إلى مظاهرات حاشدة في ضد نظام الملالي خرجت فيها نساء في مسيرات من دون حجاب، وردِّد المتظاهرون خلالها شعارات ضد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

لكن زخم المظاهرات تراجع بشكل ملحوظ بسبب القمع الذي أدى إلى توقيف الآلاف بحسب الأمم المتحدة، ومقتل المئات بحسب ناشطين حقوقيين، واستمرت على شكل تحركات متفرقة.

انتشار أمني واسع

حذّر الرئيس إبراهيم رئيسي خلال مقابلة مع شبكة “أن بي سي” الأمريكية “أولئك الذين يعتزمون استغلال اسم السيدة أميني لإثارة عدم الاستقرار في البلاد من دفع ثمن باهظ”.

وكان نائب رئيس السلطة القضائية صادق رحيمي قد أكد أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية “تراقب بيقظة” التحركات المحتملة المرتبطة بالذكرى السنوية.

وضيقت السلطات الإيرانية على وسائل الاتصالات وعطلت الإنترنت واحتجزت العديد من النشطاء وأقاربهم.

وأرسل نظام الملالي في طهران العديد من قواته إلى مدن محافظة كردستان، وخاصة مدينة سقز مسقط رأس مهسا، وأجرت القوى الأمنية مناورات في مدن كردستان الإيرانية  بمرافقة عدد من المروحيات العسكرية بهدف بث الرعب بين المواطنين بالتزامن مع ذكرى مقتلها.

وكشف موقع “كردبا” أن السلطات الإيرانية وضعت كاميرات في الساحات والأحياء الرئيسة في مدينة كامياران، وقامت بتفتيش المواطنين في النقاط المؤدية إلى المدينة والخارجة منها.

وذكر الموقع أن الحرس الثوري يتذرع بذكرى وفاة مهسا أميني للضغط على إقليم كردستان العراق وتهديد الأحزاب الكردية الإيرانية، وأشار إلى أن قناة الأمن السيبراني للحرس الثوري كتبت “نقترب من موعد تنفيذ الاتفاق الأمني بين إيران والعراق لإخراج المجموعات الإرهابية والانفصالية من إقليم كردستان العراق”.

سنة على رحيل أميني

مرت سنة كاملة على وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، وأشعلت وفاتها شرارة الاحتجاجات التي عمت العديد من المدن الإيرانية، وشاركت فيها جميع أطياف المجتمع، وخاصة النساء للمطالبة بالحرية والديمقراطية وبعدم إلزامية ارتداء الحجاب وبالعيش بكل حرية وليس وفق قواعد الشريعة الإسلامية المفروضة من قبل نظام علي خامنئي.

وتحولت أميني إلى شخصية موحدة للاحتجاجات ورمز للدفاع عن الحريات العامة ومطالب الإيرانيات حيث قامت النساء بحرق حجابهن أمام قوات الأمن، ورفعن شعارات مناهضة لنظام خامنئي من بينها “النساء، الحرية، الحياة”، وساهمت الأزمة الاقتصادية التي تعصف بإيران بتفاقم حدة المظاهرات، إذ أصبح المحتجون لا يطالبون فقط بالحرية وبارتداء ما يشاؤون، بل ينادون بإصلاحات اقتصادية وتحسين ظروفهم المعيشية والقضاء على الفساد والظلم.

وبدل أن يستجيب النظام الإيراني لمطالبهم، استخدم القوة ضدهم، وقام باعتقال عدد كبير منهم، خاصة النساء اللواتي قررن تحدي قوات الأمن وخلع الحجاب في الشوارع.

وبمناسبة مرور أربعين يوماً عن وفاة مهسا اميني، نظم متظاهرون مسيرة إلى بلدة سقز في محافظة كردستان إيران ومسقط رأس الشابة، واستخدمت الشرطة الإيرانية الرصاص الحي لتفريق المحتجين، وقاطع لاعبو منتخب إيران لكرة القدم النشيد الوطني لبلادهم تعبيراً عن مساندتهم للمتظاهرين خلال كأس العالم لكرة القدم الذي أقيم في قطر.

وانتهى عام 2022 في إيران دون أن تخمد نيران الاحتجاجات، واستمرت الجمعيات النسائية والمدافعة عن حقوق الإنسان بالدعوة التظاهر رغم عنف النظام وبطشه.