لكل السوريين

في ظل فشل الاتفاقات الهشّة.. تجدد المواجهات في مخيم عين الحلوة

تجددت المواجهات الدامية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان بين عناصر من حركة فتح وآخرين ينتمون إلى مجموعة متشددة تطلق على نفسها اسم “الشباب المسلم”،

واندلعت بين الطرفين اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، ومغادرة عشرات العائلات مع أطفالها للجزء الشمالي من المخيم حيث يدور القتال.

ودعت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، إلى وقف إطلاق النار لإفساح المجال أمام القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في المخيم للقيام بواجباتها.

وكانت الهيئة الفلسطينية قد كلفت القوة الأمنية التي تضم كافة الفصائل والقوى الفلسطينية في المخيم بالعمل على تنفيذ المهام الموكلة إليها بعد انقضاء المهلة التي كانت قد حددت لتسليم المشتبه بهم في اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني بمنطقة صيدا اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه نهاية شهر تموز الماضي.

وحذر النائب عن صيدا من أن المنطقة تعيش حالة من الغضب العارم نتيجة تداعيات هذه الأحداث الأمنية على المدينة ومصالحها وأبنائها ومحيطها ومخيماتها، في ظل غياب أية حلول صادقة لوقفها، ومنع تكرارها ونزع فتيل الأزمة منها.

ودعا عبد الرحمن البزري إلى الوقف الفوري والجدي للاشتباكات، والبحث الحقيقي عن إيجاد حلول لمنع تكرارها.

وأعلن محافظ منطقة الجنوب إقفال الإدارات الرسمية العاملة في سرايا صيدا حرصاً على سلامة المواطنين والموظفين.

وأعلنت سلطات الأمن اللبناني التوصل إلى اتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في المخيم، ومتابعة تسليم المطلوبين بعد اجتماع في ثكنة للجيش اللبناني بحضور ممثلين حركتي فتح وحماس على خلفية أحداث العنف الأخيرة في المخيم التي خلّفت عشرة قتلى وعشرات المصابين.

اتفاقات هشة

جاءت الاشتباكات الجديدة بعد أن تم اتفاق بين قيادتي حركتي فتح وحماس في بيروت على المضي قدماً بقرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بالالتزام بوقف إطلاق النار في المخيم وتسليم المتهمين باغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني العرموشي نهاية شهر تموز الماضي إلى السلطات اللبنانية.

وعلى صعيد آخر، زار وفد قيادي من حركة حماس برئاسة عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، عدداً من المسؤولين اللبنانيين في العاصمة بيروت، للتأكيد على ضرورة عدم استخدام السلاح بين أبناء الشعب الفلسطيني على الإطلاق.

وقال أبو مرزوق في بيان له “أجرينا اتفاقاً ملزماً مع حركة فتح يقضي بضرورة التشاور والتنسيق بين كافة الفصائل والقوى الفلسطينية حول الخطوات والإجراءات والسياسات المتعلقة بالشأن الفلسطيني في لبنان”.

وأكد أنه تم التوافق على أن تكون المسؤولية عن الأمن في المخيمات الفلسطينية في لبنان لقوة فلسطينية مشتركة وليس لفصيل واحد، فكل الفصائل مسؤولة عن المخيم.

واعتبر أن وقف إطلاق النار ضرورة وطنية بهدف الحفاظ على مخيم عين الحلوة والوجود الفلسطيني في لبنان.

وعلى الجانب اللبناني، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اجتماعاً ضم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، للبحث عن حلول مستدامة لأزمة المخيم المستمرة.

وأعلن عزام الأحمد، مشرف منظمة التحرير الفلسطينية على الساحة اللبنانية في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، الاتفاق على ضرورة حقن الدماء، وتثبيت وقف إطلاق النار، وتسليم المتورّطين في جريمة اغتيال أشرف العرموشي ورفاقه.

وجاءت هذه التطورات بعد هدوء دام نحو شهر، عقب مواجهات مسلحة نهاية تموز الماضي، أدت حينها إلى مقتل أربعة عشر شخصاً بينهم العرموشي وأربعة من مرافقيه.

يذكر أن مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين شهد في نهاية شهر تموز الماضي اشتباكات بين عناصر من حركة فتح وعناصر من مجموعات إسلامية متشددة استمرت عدة أيام وأسفرت عن مقتل أحد عشر شخصاً، وسقوط أكثر من ستين جريحاً، وتسببت بأضرار جسيمة بممتلكات اللاجئين والبنى التحتية داخل المخيم.

وأعلنت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، الاتفاق على آليات متابعة تبدأ بتسليم المشتبه بهم في حوادث الاغتيال التي فجّرت المعارك في المخيم، ولم يتم الالتزام بهذا الاتفاق.