لكل السوريين

تصعيد عسكري بين روسيا وأوكرانيا عشية محادثات السلام

عشية انطلاق الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، شهد الصراع بين البلدين تصعيداً غير مسبوق تمثّل في واحدة من أكبر الهجمات بالطائرات المسيّرة منذ بدء الحرب، وهجوم جريء استهدف قاذفات روسية قادرة على حمل رؤوس نووية في قلب سيبيريا، إضافة إلى تفجير جسر فوق قطار ركاب في منطقة بريانسك الروسية.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن وزير الدفاع رستم عمروف سيمثل كييف في المحادثات، التي تأتي بعد أسبوع من تبادل للأسرى بين الجانبين، في وقت لا تزال فيه آفاق وقف القتال ضبابية.

في المقابل، شهدت مناطق روسية عدة هجمات منسقة بطائرات مسيّرة، اعترفت بها وزارة الدفاع الروسية، مشيرة إلى استهداف مطارات عسكرية في خمس مناطق. ولفتت الوزارة إلى أن الهجمات أدت إلى اشتعال حرائق في مناطق مورمانسك وإركوتسك، دون تسجيل إصابات بشرية، بينما تم احتجاز عدد من المشتبه بتورطهم في تلك الهجمات.

وقال مسؤول استخباراتي أوكراني إن كييف نفّذت عملية نوعية ضد قاعدة جوية روسية في عمق سيبيريا، تقع على بعد أكثر من 4300 كيلومتر من خطوط الجبهة، استخدمت خلالها طائرات مسيّرة تم تهريبها داخل أكواخ خشبية ونُقلت بالشاحنات إلى محيط القاعدة، مؤكداً إصابة 41 طائرة حربية روسية.

وفي حادث منفصل، قتل سبعة أشخاص وأصيب 69 آخرون إثر تفجير جسر طريق سريع في منطقة بريانسك الروسية، انهار فوق قطار ركاب متجه إلى موسكو وعلى متنه نحو 388 راكبًا. ولم تتبن أي جهة المسؤولية عن الهجوم حتى الآن.

من جهتها، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا شنّت أكبر هجوم ليلي بالطائرات المسيّرة منذ اندلاع الحرب، بإطلاق 472 طائرة من دون طيار، إلى جانب سبعة صواريخ.

وفي تطور ميداني آخر، قالت موسكو إنها حققت تقدماً في منطقة سومي الأوكرانية، فيما أظهرت خرائط أوكرانية مفتوحة المصدر خسارة أوكرانيا لـ450 كيلومتراً مربعاً خلال شهر أيار الماضي، وهو أسرع تقدم روسي منذ ستة أشهر.

على الصعيد السياسي، حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الطرفين على التوصل إلى اتفاق سلام، مهدداً بوقف الدعم الأميركي في حال استمرار الحرب، محمّلاً الأوروبيين مسؤولية مستقبل الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا. ومن المقرر أن يعرض كل طرف خلال محادثات إسطنبول رؤيته الخاصة لشروط السلام، في ظل استمرار الخلافات الجوهرية بعد ثلاث سنوات من القتال.