لكل السوريين

اللاعب الفنان جوزيف شهرستان صقر الكرة السورية

تقرير/ حسين هلال

مهاجم من الطراز النادر, وهداف بارع, كان يقتنص الفرص أمام المرمى بمهارة فائقة ويسجل أجمل الأهداف ببراعة وكان وجوده بالملعب مصدر رعب لحراس المرمى, ولعل أبرز أهدافه كانت على منتخب مصر في السبعينات الذي كان من أبرز المنتخبات العربية والإفريقية.

وكانت المباراة ضمن بطولة كأس فلسطين عام 1973 بالقاهرة، ونتيجتها مهمة لسورية ويجب الفوز بها للتأهل للدور النهائي, وسجل جوزيف هدفين جميلين ووقتها عنونت الصحف المصرية بالقول سجل الهدفين لاعب سوري وليس برازيلي.

ولبراعته بتسجيل الأهداف أُطلق عليه عدة القاب, منها الديزل والفهد السريع وصقر الكرة السورية، كما  أُطلق عليه اسم النمر على اسم النجم البرتغالي الراحل أوزيبيو.

وكانت بدايته الرياضية في نادي الشباب الدمشقي عام 1960, وكان عمره 15 عاماً تحت قيادة المدرب موسى شمّاس، الذي كان يلعب مع نادي الجيش ويدرّب نادي الشباب.

وخلال وجوده في صفوف الفريق، فاز فريق الشباب ببطولة دمشق عام 1962، وفي نفس العام لعب مع فريق الشباب ضد فريق الجيش على ملعب العباسيين، وانتهت المباراة بخمسة أهداف لهدفين لمصلحة فريق الجيش.

وفي نفس العام أيضاً، عرض عليه نادي الجيش اللعب في صفوفه وهو بعمر 17 عاما, براتب شهري قدره 250 جنيها.

وكانت بداية انطلاقته مع نادي الجيش عام 1965 في مباراة نادي الراسينغ اللبناني، وفاز الجيش بها  بخمسة أهداف لهدف، وفي عام 1967 ، توج الجيش ببطولة الدوري والكأس، وحقق جوزيف شهرستان لقب هداف الدوري برصيد 23 هدفاً,  كذلك كرر انجازه بالحصول على لقب هداف الدوري وكأس الجمهورية في موسم 1968  بتسجيله 28  هدفاً، وفي العام الذي يليه لم يكمل فريق الجيش مباريات الدوري العام  نتيجة ارتباطه  بالمباريات الخارجية ومشاركته في بطولة الجيوش العربية عام 1969, التي فاز بها  وتصدر جوزيف هدافين البطولة ب 7 أهداف.

وخلال الفترة التي امتدت من عام 1969 وحتى 1974, لم يخسر فريق الجيش أية مباراة سواء من فريق محلي أو عربي أو حتى أجنبي، حيث فاز في  عام 1970  على بطل الاتحاد السوفيتي بنتيجة  3 / 0, وتعادل مع نادي الزمالك المصري بهدف لهدف, لكن مسيرة الكابتن جوزيف الكروية تعثرت في عام1975, اثناء التحضير لبطولة العالم العسكرية التي أقيمت في ألمانيا, حيث تعرّض لإصابة خطيرة في الركبة.

وفي موسم 1976 سافر إلى الإمارات, ولعب مع نادي الإمارات, ثم مع نادي أمّ القيوين, ورغم تألقه مع أمّ القيوين إلا أن الإصابة في الركبة عاودته مما اضطره إلى العودة إلى دمشق والاعتزال القسري.

أما عن أجمل الأهداف في مسيرته الكروية الطويلة, كانت هي هدفيه في مرمي مصر عام 1972 في بطولة كأس فلسطين في بغداد, وإحرازه 3 أهداف متفرقه على الحارس الكويتي الشهير أحمد الطرابلسي في بطولة تصفيات كأس العالم 1973, وفي بطولة كأس العالم العسكرية في عام 1975 بدمشق.

والشيء اللافت في مسيرة هذا النجم الكروي أنه رغم كل ما صنعه وما حققه لنادي الجيش وللمنتخب من إنجازات وبطولات، فإنه لم يحظ بمباراة تكريمية أو وداعية, وفي حديث له عبر وسائل الإعلام أشار الكابتن جوزيف على أن لاعب كرة القدم اليوم يختلف عن الماضي، حيث كان اللاعب مهتمًا بروح اللعبة ولياقته البدنية وبنيته البدنية وسرعته، أما  اليوم المال يؤثر على اللعبة، ويتجه اللاعب نحو اللعب بشكل فردي إلى كسب المال ويريد تسجيل اسمه بأعداد كبيرة سواء في أوروبا, أو في الدول العربية.

وبنفس الوقت  دعا القائمين على الرياضة في سوريا, إلى دعم لاعبي ونجوم كرة القدم الذين مثلوا المنتخب السوري في المباريات الدولية, والعناية الطبية بهم، حتى يتمكنوا من إكمال حياتهم, خاصة أنهم رفعوا اسم سوريا عالياً في عالم الرياضة.